في مشهد احتفالي داخل البيت الأبيض، وقّع كل من أرمينيا وأذربيجان اتفاق سلام تاريخي، طُويت معه سنوات من العداء والصراع. الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أشرف على الاتفاق، أعلنها “انتصارًا جديدًا للسلام” وطموحًا مضافًا نحو نوبل.
لكن خلف التصفيق، تلوح معركة من نوع آخر — معركة نفوذ على “ممر زنغزور”، الشريان الاستراتيجي الذي يربط أذربيجان بجناحها الغربي، عبر أراضي أرمينيا. المشروع، الذي فازت به واشنطن بعقد امتياز لمدة 99 سنة، يضع أمريكا في قلب القوقاز… ويشعل التوترات في محيطه.
إيران، التي ترى في الممر تهديدًا لأمنها ونفوذها الإقليمي، أطلقت تحذيرات صريحة: “لن نسمح بتغيير الجغرافيا بالقوة”. أما موسكو، فاختارت الصمت، لكن صمتها لا يخفي قلقًا من اختلال التوازن في حديقتها الخلفية.
بين سلام البيت الأبيض ونذر الحرب في الميدان، يبدو أن ممر زنغزور قد لا يكون فقط طريقًا اقتصاديًا — بل ممرًا إلى صراع جيوسياسي مفتوح في قلب آسيا.