تاج السر عثمان

تاج السر عثمان

١
مع الصراع الراهن المتصاعد لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة ، ومن أجل انهاء الحلقة الشريرة ” ديمقراطية انقلاب ديمقراطية..الخ”، يصبح من المستحيل الحل في تكوين حكومتين في البلاد مما يهدد بإطالة أمد الحرب وتهديد وحدة البلاد بتكرار انفصال الجنوب ‘ والافلات من العقاب’ وعودة الإسلامويين والدعم السريع والمليشيات للحكم عبر الحرب’ التي كانت نتاجا لانقلاب ٢٥ أكتوبر ‘ الذي جاء امتدادا لانقلاب اللجنة الأمنية و مجزرة فض الاعتصام’ مما ادي لقطع الطريق أمام وصول الثورة لأهدافها ، في الوقت الذي كانت ترفع فيه الجماهير شعار الدولة المدنية الديمقراطية.
٢
أكدت تجربة السودان بعد الاستقلال أنه لابديل غير الديمقراطية ، وأن مشاكل الديمقراطية لا تحل الا بالمزيد من الديمقراطية ، بالتالي فان من الأهداف الأساسية لثورة ديسمبر الخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية وترسيخ الديمقراطية وحكم القانون ، وكفالة حرية الأحزاب السياسية والصحافة والتعبير والنشر والنقابات، وقومية الخدمة المدنية والنظامية وحل المليشيات خارج القوات النظامية، وفصل السلطات الثلاثة : التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ووقف الحرب والسلام والحل الشامل لقضايا المناطق الثلاث الذي يخاطب جذور الأزمة ، وقيام المؤتمر الدستوري الذي يقرر شكل الحكم في البلاد ، الذي ينتج عنه دستور ديمقراطي بمشاركة الجميع يكفل الحقوق والحريات الديمقراطية ، ودولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق أو الثقافة ، أو الفكر السياسي أو الفلسفي. وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية مما يشجع الانتاج وتوفير العمل للعاطلين وتقوية الصادر والعملة المحلية. وضمان السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وقيام علاقاتنا مع كل دول العالم علي أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة.
الاسلامويون حكموا البلاد لمدة ثلاثين عاما ، ولم تجنى البلاد من حكمهم غير القمع والنهب والفساد، وفصل الجنوب، ولا بديل غير مواصلة المعركة حتي انتزاع الحكم المدني الديمقراطي.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.