بورتسودان خاص (الراكوبة)
أكد مصدر موثوق لـ(الراكوبة) صحة المعلومات التي نشرتها الصحيفة سابقًا بشأن تحركات تقودها شخصيات إعلامية بارزة لإعادة رجل الأعمال أيمن المبارك، الشهير بـ”أبو جيبين”، الذراع الاقتصادي لقوات الدعم السريع، إلى رئاسة نادي المريخ، خلفًا لرجل الأعمال عمر النمير، المحسوب على قيادات الجيش.
وقال مصدر مطلع على صلة بالمؤسسة العسكرية إن اسم “أبو جيبين” طُرح بالفعل ضمن المقترحات المقدمة لرئاسة النادي، غير أن المقترح قوبل بتحفظ واضح من بعض الجهات السيادية، مشيرًا إلى أن ارتباطه الوثيق بقوات الدعم السريع يجعل من إعادة تعيينه “رسالة خاطئة” قد تُفهم كتساهل أو تسامح مع من ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوداني وساهموا في نهب مقدراته.
وأوضح المصدر أن “أبو جيبين” فعّل شبكة من الإعلاميين المقربين منه لإطلاق حملة إعلامية تهدف إلى تسويق عودته إلى المشهد الرياضي، واصفًا ذلك بـ”المفارقة الغريبة”، إذ إن عددًا من هؤلاء الإعلاميين سبق أن انتقدوا الجيش بسبب مواقف مماثلة تتعلق بالتقارب مع قادة المليشيا، وهو ما يعكس بحسب المصدر “ازدواجية في المعايير” تحكمها المصالح لا المبادئ.
وأشار المصدر إلى أن “أبو جيبين” كثف في الفترة الماضية جهوده لنفي علاقته بالدعم السريع، مستشهدًا بما ورد في لقائه التلفزيوني الشهير الذي أقسم فيه على المصحف، مؤكدًا أن تلك التبريرات لم تجد قبولًا لدى القيادات العسكرية والاستخبارات، بالنظر إلى وجود أدلة وشهادات موثقة على العلاقة المباشرة بينه وبين قائد الدعم السريع، “حميدتي”.
وعدّد المصدر عددًا من الشواهد التي قال إنها تؤكد وجود علاقة شخصية بين أيمن أبو جيبين وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مشيرًا إلى مشاركة الأخير في مناسبة اجتماعية خاصة بأسرة أبو جيبين في أم درمان، وتساءل: “كيف يمكن إنكار وجود علاقة شخصية إذا كان حميدتي قد حضر بنفسه مناسبة عائلية؟”.
كما استنكر المصدر حضور أبو جيبين لإفطار رمضاني نظمه حميدتي، إضافة إلى ظهوره في لقاء جمعه بنجل خليفة حفتر بفندق السلام روتانا، وهو اللقاء الذي أثار الكثير من الجدل آنذاك، خصوصًا بعد أن قام أبو جيبين بتعيين نجل حفتر رئيسًا فخريًا لنادي المريخ، في خطوة وصفها كثيرون بأنها “سابقة خطيرة” في تاريخ النادي، وقد جرت قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023.
رحلة بنغازي الغامضة
وفجر المصدر العسكري الموثوق لـ( الراكوبة ) مفاجأة بأن تصرفات أبو جيبين المرصودة للاستخبارات والمثيرة للجدل لم تتوقف عند هذا الحد، مشيرًا إلى رحلة غامضة قام بها إلى مدينة بنغازي الليبية في العام الماضي، بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع. ولفت إلى أن تلك الرحلة ضمّت إلى جانبه رجل أعمال آخر معروف بنشاطه في تجارة العملة، ويُقال إنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأحد قيادات المليشيا.
وحذّر المصدر العسكري من تنامي طموحات بعض رجال الأعمال المحسوبين على المليشيا، في العودة إلى الواجهة العامة بعد الاستقرار النسبي في البلاد، مشددًا على أن ذلك يُعد تهديدًا للمناخ السياسي والرياضي السليم.
مواقف الوالي ومعتصم جعفر
وفي السياق نفسه، نفت مصادر مقرّبة من رئيس نادي المريخ الأسبق، جمال الوالي، أي علاقة له بتحركات “أبو جيبين”، مؤكدة أن زيارة الأخير للوالي كانت “اجتماعية بحتة”، وجاءت بطلب من “أبو جيبين” نفسه. كما شددت المصادر على أن “الوالي” لم يشارك في أي ترتيبات لعودة “أبو جيبين”، ولم يعلن دعمه له كما تروّج بعض الجهات، مشيرة إلى أن “الوالي” يرفض الانخراط في أي صراعات داخل الوسط المريخي.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر بأن رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، الدكتور معتصم جعفر، نفى لمقرّبين منه أي تدخل له في الشأن الإداري لنادي المريخ، مؤكدًا التزامه بالحياد وحرصه على النأي بنفسه عن أي استقطابات أو صراعات.
مقترحات “لجنة التسيير” تثير السخرية داخل الجيش
وسخر مصدر عسكري من الأخبار التي تحدثت عن تعيين شخصيات من مؤسسات تابعة للجيش، من بينها نائب مؤسسة الصناعات الدفاعية، الجيلي أبو شامة، ومدير شركة زادنا، طه حسين، ضمن لجنة تسيير يقودها “أبو جيبين”. وتساءل: “هل يمكن أصلًا تمرير هذا المقترح على السلطات في بورتسودان؟ كيف يُسمح لمديري مؤسسات حكومية وسيادية رفيعة بالعمل ضمن لجنة يرأسها رجل أعمال محسوب على المليشيا التي تقاتل الجيش؟”وأكد أن هذا الطرح مستبعد تمامًا، لافتًا إلى أن قدرات “أبو شامة” و”طه حسين” تفوق “أبو جيبين” نفسه على الصعيد الإداري وغيره، وبالتالي لا يمكن قبول أو تمرير مثل هذا المقترح من الأساس.
المصدر: صحيفة الراكوبة