في كلمات مؤثرة، نعى الرسام الكاريكاتيري الفلسطيني علاء عبد المجيد موسى اللقطة، الشهيدين الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أثناء تأدية واجبهما المهني في نقل الحقيقة إلى العالم.
وقال الرسام الكاريكاتيري الفلسطيني الشهير، في تصريح لجريدة “”: “رحم الله شهيدي الحق والحقيقة أنس الشريف ومحمد قريقع”.
وأضاف اللقطة أن “هذا الاحتلال المجرم لم يترك وسيلة قتل جبانة إلا وارتكبها؛ فلم يسلم منه بشر ولا شجر ولا حجر، ولا شيخ ولا امرأة ولا طفل ولا رضيع، ومارس كل أشكال القتل: قصفا، وحرقا، وقنصا، وتجويعًا”.
وزاد: “اليوم، في محاولة يائسة وبائسة لطمس حقيقة جرائمه، أقدم على اغتيال حراس الكلمة، وفرسان الحقيقة، وصوت غزة الصادق للعالم، في جريمة بشعة يندى لها الجبين”.
وأردف: “لكنه نسي أن صوت الحق لا يطمس، ولا يخبو، وستبقى دماء الأبرياء تلاحقه في كل مكان… الموت غيَّب ناجي العلي جسدا، لكن حنظلة يعيش بيننا حتى اليوم، وشيرين أبو عاقلة غابت جسدا، لكن صوتها يدوي في آذاننا حتى اليوم”.
واختتم اللقطة حديثه قائلا: “ستبقى كلماتهم عرائس من الشمع، حتى إذا ماتوا في سبيلها دبت فيها الحياة، وكتب لها الخلود”.
ويُعد علاء اللقطة من أبرز رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين، الذين سخروا فنهم لمقاومة الاحتلال وفضح جرائمه، من خلال ريشته التي حملت قضايا الوطن على صفحات الصحف العربية والدولية، لتبقى شاهدة على المأساة والصمود في آن واحد.
ومساء اليوم، وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين، استشهد خمسة صحفيين فلسطينيين، بينهم مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، جراء قصف مباشر نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي على خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء الطبي في غزة.
ويأتي هذا الاستهداف استمرارا لنهج الاحتلال في ملاحقة الإعلاميين وعرقلة نقل الحقيقة، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية التي تجرّم الاعتداء على الصحفيين أثناء أداء مهامهم.
وباستشهاد الصحفيين الخمسة، يرتفع عدد شهداء الصحافة في قطاع غزة منذ بدء الإبادة الجماعية إلى 237 صحفيا، سقطوا برصاص وقذائف الاحتلال خلال تغطيتهم للأحداث.
المصدر: العمق المغربي