أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ674 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ146 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
وسجلت مستشفيات غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 11 حالة وفاة جديدة بسبب التجويع وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 212 شهيدا بينهم 98 طفلا.
وأصدرت 9 دول غربية والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا، عبرت خلاله عن رفضها لقرار الكابينيت الإسرائيلي احتلال مدينة غزة، وقالت إن “شن عملية عسكرية إضافية سيفاقم الوضع الإنساني ويعرض حياة الرهائن للخطر، وينذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي”.
وأوردت هيئة البث العبرية “كان 11” مساء السبت، أن الوسطاء من قطر ومصر وواشنطن يضغطون على إسرائيل وحماس لاستئناف المفاوضات بينهما قبيل الشروع في خطة احتلال مدينة غزة، التي أقرها الكابينيت خلال انعقاده ليل الخميس الجمعة.
ونقلت عن مصادر مطلعة على المفاوضات، قولها إن الوسطاء يعتقدون أنه بالإمكان دفع صفقة قد تجنب احتلال مدينة غزة. فيما أوضحت إسرائيل لواشنطن أن بإمكانها وقف العملية لصالح إبرام صفقة حتى لو بدأت بتنفيذها.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,639، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 152,850، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 39 شهيدا منهم شهيد انتُشل جثمانه، و419 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9,862 شهيدا، و40,809 مصابين.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 21 شهيدا، والإصابات 341، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,743، والإصابات إلى 12,590.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية 11 حالة وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 212 شهيدا، من بينهم 98 طفلا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أعلنت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات في قطاع غزة منذ فجر السبت إلى 47 شهيدا، منهم 40 شهيدا من منتظري المساعدات.
استُشهد، مساء يوم السبت، 4 مواطنين وأصيب آخرون من طالبي المساعدات في قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء، بوصول 4 شهداء و40 إصابة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات الأميركية في منطقة زكيم شمال غربي قطاع غزة.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، في استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في مفترق النابلسي جنوب مدينة غزة.
وارتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,743، والإصابات إلى 12,590
كما قصفت طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
واستشهد شاب بنيران الاحتلال جنوب مدينة خان يونس، جنوب القطاع. واستشهد شابان بقصف للاحتلال على شرق غزة.
استُشهد، مساء يوم السبت، 5 مواطنين وأصيب آخرون من طالبي المساعدات في قطاع غزة.
وأفاد مجمع ناصر الطبي، بوصول 5 شهداء على الأقل وعدد من المصابين، برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات الأميركية شمال رفح جنوب قطاع غزة.
كمال أصيب عدد من المواطنين في قصف طائرة مسيرة للاحتلال على خيمة نازحين في منطقة بئر 19 غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما أفاد مستشفى العودة، باستشهاد 6 مواطنين بينهم طفل، وإصابة 8 آخرين، جراء استهداف الاحتلال لتجمع مواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، وسط القطاع.
كما استشهدت مواطنة وأصيب آخرون بقصف الاحتلال شقة سكنية غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع. واستشهد مواطنان بنيران الاحتلال أثناء انتظارهما المساعدات جنوب خان يونس.
وفتحت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها تجاه ساحل منطقة “تلة النويري” غرب المحافظة الوسطى، كما أطلقت مدفعية الاحتلال عددا من القذائف تجاه شمال غرب مدينة خان يونس.
استُشهد 3 مواطنين مساء يوم السبت، بعد استهداف من طيران الاحتلال في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في القطاع، باستشهاد 3 مواطنين بينهم امرأة وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بعد قصف مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة بئر 19 بالمواصي غرب مدينة خان يونس.
كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية 3 مبانٍ سكنية تعود لعائلات رجب وحنونة وأبو عاصي في منطقة عسقولة بحي الزيتون جنوب مدينة غزة.
أفادت مصادر طبية، يوم السبت، باستشهاد تسعة مواطنين بينهم 8 من طالبي المساعدات جنوب ووسط قطاع غزة.
وفي جنوب قطاع غزة، استُشهدت امرأة بقصف الاحتلال شقة سكنية قرب المحكمة الشرعية غرب مدينة خان يونس.
وأضافت المصادر، أن “فلسطينيين اثنين أحدهما امرأة استُشهدا جراء إطلاق جيش الاحتلال النار على طالبي المساعدات في محيط مركز التوزيع الأميركي في شارع الطينة جنوب خان يونس.
وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها تجاه ساحل منطقة “تلة النويري” غرب المحافظة الوسطى لقطاع غزة.
كما أطلقت مدفعية الاحتلال عددا من القذائف تجاه محيط “سجن أصداء” شمال غرب مدينة خان يونس.
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم السبت، وفاة 11 مواطنا، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت المصادر الطبية، بأن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 212 شهيدًا، من بينهم 98 طفلًا.
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.
مفاوضات وقف إطلاق النار
أوردت هيئة البث العبرية “كان 11” مساء السبت، أن الوسطاء من قطر ومصر وواشنطن يضغطون على إسرائيل وحماس لاستئناف المفاوضات بينهما قبيل الشروع في خطة احتلال مدينة غزة، التي أقرها الكابينيت خلال انعقاده ليل الخميس الجمعة.
ونقلت عن مصادر مطلعة على المفاوضات، قولها إن الوسطاء يعتقدون أنه بالإمكان دفع صفقة قد تجنب احتلال مدينة غزة. فيما أوضحت إسرائيل لواشنطن أن بإمكانها وقف العملية لصالح إبرام صفقة حتى لو بدأت بتنفيذها.
اجتمع المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، يوم السبت في إيبيزا بإسبانيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة خطة لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى حماس، وفقًا لمصدرين مطلعين على الاجتماع.وفقا لأكسيوس.
وحسب الموقع الأمريكي، قد يؤدي تقديم مقترح جديد لحل دبلوماسي شامل يُنهي الحرب إلى تأخير خطة إسرائيل لشن هجوم جديد لاحتلال مدينة غزة.
وكان ويتكوف ذكر مؤخرًا، بأن إدارة ترامب تُريد اتفاقًا شاملًا “كل شيء أو لا شيء” يُنهي الحرب، بدلًا من “صفقة مُجزأة”.
وقال مصدر مُشارك في المفاوضات لموقع أكسيوس، بأن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة مقترح لصفقة شاملة، سيتم عرضها على الطرفين خلال الأسبوعين المُقبلين.
وتحدث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الخميس، قبل موافقته على خطة هجومية جديدة، بأن إدارة ترامب ستُقدم في الأسابيع المُقبلة مقترحًا “لإنهاء اللعبة” للحرب في غزة، وفقًا لوزير في الحكومة. ورفض البيت الأبيض التعليق.
مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات قال، بأنه لا توجد مشكلة في التوصل إلى خطة “نهاية اللعبة” بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها لن تكون مقبولة لدى حماس، وبالتالي ستكون بلا معنى.
وقال المسؤول: “حربنا مع حماس، وليست مع الولايات المتحدة. الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن إنهاء الحرب هائلة، لذا من المرجح أن يكون الحديث عن اتفاق شامل بلا جدوى في هذه المرحلة”.
على الرغم من قرار مجلس الوزراء بتوجيه اجيش الإسرائيلي للاستعداد لاحتلال مدينة غزة، فمن المتوقع أن يستغرق ذلك عدة أسابيع على الأقل، من حيث التخطيط العسكري، وإجلاء حوالي مليون مدني فلسطيني من المنطقة، والتحضير للمساعدات الإنسانية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن خطة الهجوم لن تُنفّذ على الفور، مضيفًا أن الجدول الزمني الدقيق لبدء العملية لم يُحدد بعد، مما يترك المزيد من الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي. خلال اجتماع مجلس الوزراء، تحدث بنيامين نتنياهو بشكل غامض، تاركًا الباب مفتوحًا لوقف العملية إذا استؤنفت المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
مسؤول إسرائيلي كبير ذكر، بأن هذا هو سبب تصويت الوزيرين القوميين المتطرفين، إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ضد القرار.
ومع عدم ظهور أي تغييرات فورية على الأرض، كان من المتوقع أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع رئيس وزراء قطر يوم السبت لمناقشة اقتراح جديد لإنهاء الحرب.
ازدادت الإدانة الدولية يوم السبت لقرار إسرائيل بالسيطرة العسكرية على مدينة غزة، في حين لم يبدو أن هناك تغييرًا فوريًا على الأرض في الإقليم الذي دمرته 22 شهرًا من الحرب.
وقال مسؤولو الصحة إن 11 فلسطينياً كانوا يطلبون المساعدة قُتلوا بالرصاص، وتوفي 11 بالغاً لأسباب تتعلق بسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، في الوقت الذي ترافقت فيه الانتقادات الجديدة لإسرائيل مع مناشدات للسماح بوصول المزيد من الغذاء والإمدادات الأخرى إلى سكان القطاع المحاصر.
كان من المتوقع أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع رئيس وزراء قطر في إسبانيا يوم السبت لمناقشة اقتراح جديد لإنهاء الحرب، وفقًا لاثنين من المسؤولين المطلعين على المحادثات، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
كان من المتوقع أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف برئيس وزراء قطر في إسبانيا يوم السبت لمناقشة اقتراح جديد لإنهاء الحرب، وفقًا لاثنين من المسؤولين المطلعين على المحادثات، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وقال مسؤولان عربيان لوكالة أسوشيتد برس إن الوسطاء مصر وقطر يعدون إطارًا جديدًا لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء والأموات دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية.