أمد/ بيروت: كشفت مصادر دبلوماسية عن انتهاء الجيش اللبناني من وضع خطته المتعلقة بتنفيذ ورقة المبعوث الأمريكي توماس باراك، فيما يتعلق بسحب سلاح “حزب الله”، والجدول الزمني اللازم لذلك.
ونقلت قناة “الجديد” اللبنانية عن مصادر دبلوماسية قولها، إن “خطة الجيش باتت شبه جاهزة لتنفيذ بنود الورقة التي قدمها باراك، لنزع سلاح “حزب الله” مقابل انسحاب إسرائيلي وضمانات دولية، قد تعيد رسم التوازنات في لبنان”.
ولفتت المصادر إلى أن “الجيش أعد خطته المتضمنة أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية الجنوبية، وحواجز للجيش في بعلبك الهرمل، وانتشاره في التلال الخمسة”، لافتة إلى أنه “تم تحديد يوم 31 أغسطس/ آب الجاري موعدًا لتقديم الحكومة اللبنانية خطة الجيش”.
ووفق المصادر، فإن هناك مؤشرات على جاهزية تلك الخطة، ومن ضمنها أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية الجنوبية المجهزة بأنظمة رصد واتصالات متطورة.
وقد سبق أن قدمت بريطانيا عرضاً في هذا الإطار، وجرى تنفيذ تجربة مماثلة على الحدود اللبنانية السورية.
ومن بين المؤشرات أيضاً وضع خريطة جغرافية لحواجز الجيش اللبناني في بعلبك الهرمل بين المناطق، وسط استعداده للانتشار في التلال الخمسة المحتلة، وتسليمها إلى الجيش، وليس إلى اليونيفيل، كما ورد في ورقة باراك.
ويرجح أن يتسلم الجيش اللبناني معدات وأجهزة وثكنات جديدة، من ضمن المليار دولار الذي طلبه الجانب اللبناني، ووافقت عليه الإدارة الأمريكية، وذلك بعد نهاية الشهر الجاري.
وأشارت القناة اللبنانية إلى أن الدوائر الرسمية تبلغت بتأجيل زيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان لمدة 10 أيام، على أن تتم الزيارة يوميْ 18 و19 أغسطس/ آب الجاري.
ونقلت القناة عن مصادر قولها إن التحضير لمساعدة الجيش اللبناني بدأ قبل الحرب الإسرائيلية على الجنوب، إذ زار وفد عسكري أمريكي يضم متعهدين لبنان، وناقش الخطة الأمنية الدفاعية للجيش، إضافة إلى ملف السلاح الفلسطيني.
واطلع الوفد عن كثب على ملف السلاح الفلسطيني في جميع المخيمات، وتحديداً في مخيم “عين الحلوة”.
مظاهرات
لا يزال لبنان منشغلا بتداعيات قراري الحكومة بإنهاء ملف سلاح “حزب الله” قبل نهاية العام من جهة، والموافقة على ورقة المبعوث الأميركي توماس براك وما ترتب على انسحاب وزراء الطائفة الشيعية من الجلستين الحكوميتين.
وفي هذا الإطار، قطعَ أنصارُ حزبِ الله طريقي زحلة وشتورة في البقاع شرق لبنان وطريق بعبدا الحازمية.
وأفادت مصادر لقناة العربية، أن الجيش اللبناني اعتقل عددا من مناصري حزب الله بعد وصولِهم لوسط العاصمة بيروت.
وتأتي هذه التوترات في أعقابِ قرار الحكومةِ اللبنانية بشأن حصرية السلاح بيد الدولة.
وهدد محمد رعد، النائب عن حزب الله، بالتمرد على قرار الحكومة، وقال رعد: الموت ولا تسليم السلاح للحكومة.
قبل ذلك كان رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، قال إن حزب الله يعلَمُ جيدا أن مِلف السلاح انتهى، مؤكدا أنه لا يمكن لحزِب الله اعتبار قرارِ الحكومة بشأن حصر السلاح غيرَ موجود، لأنه سيصبح خارجا عن القانون.
كما أعرب جعجع في تصريحات صحافية عن أمله بأن يتخذ حزب الله القرار المناسب بشأن السلاح خلال يومين.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الاتصالات بين المقار الرسمية ومع حزب الله لم تتوقف حتى بعد الجلسة الأخيرة وإن بشكل غير مباشر، وذلك لمحاولة احتواء صدى قرارات الحكومة وضبط الشارع والعودة إلى الحوار وطاولة حل الخلافات السياسية، حول معالجة ملف السلاح وضمان عودة الوزراء الشيعة إلى الحكومة لكي لا يتعطل عملها.