رحّبت حكومة السودان بموقف الاتحاد الأفريقي الداعم لوحدة البلاد ورفضه القاطع للحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع، مؤكدة تطلعها لزيارة وشيكة لمجلس السلم والأمن للسودان وإعادة مكتب الاتحاد إلى الخرطوم..
التغيير: الخرطوم
في أول رد رسمي، أبدت حكومة السودان ترحيبها بالبيان الصادر عن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في جلسته رقم (1293)، التي انعقدت برئاسة الجزائر، مجددة تأكيدها على ما ورد في البيان من دعم صريح للسيادة الوطنية، ورفض محاولات تفكيك الدولة أو إنشاء هياكل موازية.
وثمّنت الحكومة عبر بيان للخارجية السودانية، الجمعة، موقف المجلس الرافض لما سمّته بـ”تحالف تأسيس” ومليشيا “آل دقلو الإرهابية”، وتأكيده دعم الحكومة الانتقالية وخارطة الطريق التي طرحها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في فبراير، بما في ذلك الترحيب بحكومة الأمل برئاسة الدكتور كامل إدريس.
وشددت الخارجية، على حرصها الكامل على إيصال المساعدات الإنسانية لكافة المتضررين من النزاع، مرحبة بتحميل البيان مسؤولية حصار الفاشر والانتهاكات في دارفور وكردفان لقوات الدعم السريع، ومطالبته بفك الحصار لتسهيل وصول المساعدات.
إدانة التدخلات الخارجية
كما عبّرت عن ترحيبها بإدانة المجلس للتدخلات الخارجية في الصراع، ودعوته لتحديد الجهات المتورطة بالتنسيق مع لجنة العقوبات والآليات الاستخباراتية والشرطية التابعة للاتحاد الأفريقي، تمهيدًا لاتخاذ التدابير العقابية المناسبة.
ودعت إلى زيارة ميدانية عاجلة لمجلس السلم والأمن للسودان للاطلاع على التطورات، كما أعلنت تطلعها إلى “العودة الوشيكة” لمكتب الاتحاد الأفريقي إلى البلاد.
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد عقد جلسته رقم (1293) في 1 أغسطس 2025، وأصدر بيانًا أكد فيه دعمه الكامل لوحدة السودان، ورفضه لـ”الحكومة الموازية“ التي أعلنتها قوات الدعم السريع.
كما دعا البيان إلى فك الحصار عن الفاشر، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وأدان بشدة التدخلات الخارجية في النزاع، مطالبًا بتحديد الجهات المتورطة وفرض عقوبات عليها عبر آليات الاتحاد.
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 أوضاعًا إنسانية مأساوية تتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية وتعدد جبهات النزاع، لا سيما في إقليم دارفور. وقد مثّل الحصار المفروض على مدينة الفاشر الذي حمّله مجلس السلم والأمن الأفريقي لقوات الدعم السريع أحد أبرز مظاهر هذه الأزمة، حيث تعاني المدينة من انقطاع المساعدات ومنع الإمدادات الإنسانية.
المصدر: صحيفة التغيير