أكد مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) حميد النوفلي اليوم الجمعة، أن أبراج الكويت تعد أحد أبرز المعالم المعمارية في التراث العربي المعاصر مما أهلها لتدرج ضمن قائمة التراث العربي للمنظمة في فئة (العمارة الحديثة)، لافتا إلى أنها تشكل قيمة ثقافية وسياحية مضافة في المشهد المعماري العربي.

وفي لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية بعد إعلان مرصد التراث العربي المعماري والعمراني في البلدان العربية التابع لألكسو إدراج (أبراج الكويت) في قائمة التراث العربي ضمن فئة (العمارة الحديثة) خلال الملتقى الإقليمي التاسع للمرصد الذي استضافته العاصمة اللبنانية بيروت في الـ28 من الشهر الماضي، قال النوفلي إن «أبراج الكويت أهلتها أيضا سماتها الهندسية والإبداعية والجمالية الفريدة لتكون جديرة بالإدراج ضمن سجل الألكسو للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية يوم الجمعة الماضي».


وأضاف أن «أبراج الكويت نالت قبولا واسعا من لجنة التحكيم التابعة للألكسو نظرا لما تعكسه من رؤية معمارية حديثة تعبر عن مرحلة مهمة من تطور العمارة العربية في العصر الحديث فضلا عن كونها نموذجا متميزا للتراث المعاصر الذي يجمع بين الهوية والحداثة وهو ما يمنحها قيمة ثقافية وسياحية مضافة ضمن المشهد المعماري العربي».

وأوضح أن أهمية سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية تعود إلى كونه يقدم رؤية مختلفة عن السجلات الأخرى التي أنشأتها منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، كما أنه يتميز بتركيزه على البعد الإبداعي في العمارة وهو ما يبرز إبداع المهندس العربي سواء كان فردا أو جماعة في تصميم وبناء المعالم المعمارية.

وذكر النوفلي أن هذا السجل يولي اهتماما خاصا بالتوسع الحضري للمدن ولاسيما المدن العتيقة التي لا تزال تحتفظ بهويتها التاريخية وطابعها التقليدي.

ولفت إلى أنه جرى إدراج عدد من هذه المدن العتيقة في السجل بعدما استوفت المعايير والشروط المطلوبة، موضحا أنه من الخصائص اللافتة لهذا السجل أيضا اهتمامه بالتراث المعماري المعاصر أو ما يعرف بـ (التراث الحديث) مثل إدراج أبراج الكويت كمثال على المباني العصرية ذات القيمة المعمارية المتميزة.

وبالنسبة للهدف من هذا السجل أكد أنه يكمن أساسا في صون التراث المعماري والعمراني في الدول العربية خصوصا في ظل التحديات التي تواجهها بعض الدول نتيجة الظروف الاستثنائية والكوارث الطبيعية والبشرية التي تهدد هذا التراث.

وبين النوفلي أن السجل يهدف أيضا إلى رفع الوعي بأهمية هذا النوع من التراث لدى المواطن العربي وتعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة من خلال إدماجه في قطاعات حيوية مثل السياحة والاقتصاد والصناعات الحرفية التقليدية وغيرها.

وقال إن «اختيار المواقع الثقافية والتاريخية والمعمارية تم بناء على مجموعة من المعايير الفنية الدقيقة وضعتها لجنة علمية من الخبراء العرب المكلفين بتقييم ملفات الترشح وفق أسس علمية ومنهجية واضحة»، موضحا أن من بين هذه المعايير أن يكون الموقع أو المعلم المرشح مدرجا في القائمة التمهيدية الوطنية التي سبق أن أعدتها كل دولة.

وأضاف أن «الفوائد التي تعود على المواقع المدرجة في السجل تتمثل في أن هذا الاعتراف يمثل خطوة عملية نحو تعزيز صون هذه المواقع وحمايتها فضلا عن الترويج لها ثقافيا وسياحيا واقتصاديا ما يفتح أمامها آفاقا جديدة للاسهام في مشاريع التنمية المستدامة».

المصدر: الراي

شاركها.