أمد/ نعم، نشعر بالغضب…

فالحرب الأخيرة لم تكن مجرد محطة قاسية في سلسلة التضحيات، بل لحظة فارقة انكشفت فيها الحقائق، وانهارت معها الكثير من المسلمات.

لقد دفعت غزة أثمانًا باهظة في الأرواح والعمران والكرامة، ومع ذلك، لم تقترب قضيتنا من تحقيق أهدافها، بل بدا وكأنها تُدفَع قسرًا إلى زوايا النسيان.

وما يزيد الألم، أن هناك من يحاول تصوير هذه النكسة كأنها إنجاز…

من يروّج للهزيمة باعتبارها “مرحلة من مراحل النصر”، متناسيًا أن الشعوب لا تُقاس بما يقال عنها، بل بما يُنجَز لها وعلى أرضها.

إننا لا نُشكّك في نوايا أحد، لكننا نرفض أن يُستغفل الوعي الجمعي باسم “الثبات”، وأن يُطلب من الناس التصفيق وهم يقفون وسط الركام.

هذا الشعب لا يستحق فقط خطابًا محترمًا، بل مسارًا وطنيًا يحترم معاناته، ويستفيد من دمائه، لا يستنزفها في كل جولة.

نحن لا نكتب بمرارة الهزيمة، بل بوعي التجربة.

ولا ننتقد بدافع الانقسام، بل بدافع الحرص على ما تبقى من حلم، ومن قضية، ومن كرامة.

إن اللحظة تستدعي مراجعةً شجاعة، وطنية، خالية من الحسابات الضيقة.

ليس لتصفية الحساب، بل لتصفية الوهم.

ليس لنسف الكل، بل لإعادة البناء على أسسٍ جديدة: قاعدتها احترام الإنسان، وروحها الحقيقة، وهدفها فلسطين التي نستحق.

شاركها.