صورة: أ.ف.ب

هسبريس وائل بورشاشنالجمعة 8 غشت 2025 05:00

في نداء عنونه بـ”الآن وليس غدا” قال نور الدين العوفي، الاقتصادي المغربي ومدير فصلية “النهضة” الفكرية، إن “الخطة التي كانت معروفة عند الخاصة باتت اليوم معروضة أمام العامة، وهي خطة الدولة اليهودية على الأرض العربية، كل الأرض العربية، من النهر إلى الفرات، وإلى ما بعد الفرات، وما بعد ما بعد الفرات”.

وأضاف العوفي: “كان الأمر مكشوفاً، أضحى مفضوحاً، فضحه طوفان الأقصى. كانت الخطة تُطْبَخُ على نار هادئة، طوفان الأقصى أفسد على الكيان الحفل، وأسقط القناع عن صُنَّاعِها، والعاملين عليها، كما أسقط القناع عن قناع المتخاذلة قلوبُهُم، والمتواطئة سيوفُهُم. خريطة الطريق الصهيونية خطت خطوات نحو التحقيق منذ طوفان الأقصى؛ سقوط سوريا خطوة مفصلية فيها، ومصر قد تكون هي ‘اللمسة الأخيرة’، الكرزة فوق الكعكة، قبلها لبنان، والأردن، وبعدها السعودية وما بقي من الخريطة”.

ثم سجل الكاتب أن “مِن العرب مَن يرى أن ‘الواقعية’ تقتضي جلْب السلامة، ودرْء الندامة، وأن السلامة تقتضي الذهول عن كل ما يحدث في غزة؛ بينما قديماً قالوا: (من سَلِم من السهم شجَّه القوس)”.

وأكّد العوفي في ندائه أن “المقاومة وحدها واقفة، صامدة، حائلة دون إنفاذ المشروع الصهيوني، وتحويل الأوهام التلمودية إلى أمر واقع”، وشدّد على أن “المشروع الكولونيالي الصهيوني نفيٌ للمشروع النهضوي العربي، الذي بُنِيَ على سِتّ: الاستقلال الوطني والقومي، الديمقراطية، التنمية المستقلة، العدالة الاجتماعية، الوحدة، التجدد الحضاري”.

ثم استرسل صاحب النداء: “من منا لا يؤمن بهذه الأركان؟ من منا لا يتطلع إلى العيش تحت سقفها هنا والآن؟ المشروع لم يجد، إلى اليوم، من يحمله، من يدعمه، ويطوره، ويُغْنيه، ويُحوِّله من عرْضٍ فكري إلى مشروع سياسي لبناء القدرة الإستراتيجية الذاتية، ومواجهة المشروع الصهيوني، ومقاومة الهيمنة الأجنبية، ولتحرير الأرض العربية”.

وعلّق عالم الاقتصاد والأكاديمي المغربي بأن “هناك من يصف تطلع مشروع النهضة والاتحاد بالمنطقة بكونه إيديولوجيا قومية متهافتة، ومتقادمة”، ثم استدرك قائلا: “بل هو نداء المستقبل؛ تحركه الحاجة، وتقتضيه الضرورة، ويستدعيه الوعي”.

وسطّر العوفي على أن “لمصر يعود الدور القيادي في الاستنهاض هذا، العاجل وليس الآجل، فهي التي في وسعها وحدها، الآن وليس غداً، نسج تحالف حضاري واسع يشمل ثلاث عصبيات مختلفة لكنها متوحِّدة في ‘عصبية مشتركة’، ثقافية وحضارية، تتشكل من الدول العربية، وتركيا، وإيران، في تحالف سياسي، عملي، نفعي، لا عقدي ولا طائفي، من شأنه، بالبناء على الرّجة التي خلفها طوفان الأقصى، قلب موازين القوى إقليمياً وعالمياً، وإفشال الإستراتيجية الإمبريالية، وإعدام الخطة الصهيونية جملةً وتفصيلاً”.

الصهيونية طوفان الأقصى غزة نور الدين العوفي

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة البريدية للتوصل بآخر أخبار السياسة

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

المصدر: هسبريس

شاركها.