أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ670 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ144 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، كشفت وسائل إعلام عبرية عن نية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
استشهد 100 شخص وأصيب 603 آخرون بنيران الاحتلال في غزة في آخر 24 ساعة، كما أحصت وزارة الصحة تسجيل 4 حالات وفاة جديدة في آخر 24 ساعة بسبب التجويع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة الضحايا المجوّعين إلى 197 شهيدا بينهم 96 طفلا.
وعلى الصعيد السياسي والعسكري، يشهد المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) خلافات حادة قبيل انعقاده مساء الخميس لاتخاذ قرار بشأن احتلال قطاع غزة بالكامل.
وذكرت القناة 12 العبرية أن رئيس الأركان إيال زامير سيعرض تحذيرا خلال الاجتماع، مؤكدا أن الاحتلال الكامل لغزة “سيدخل إسرائيل في ثقب أسود يشبه فيتنام”.
وتتضمن الخطة العسكرية، التي تمتد لخمسة أشهر، السيطرة الكاملة على مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، بمشاركة خمس فرق عسكرية، وسط تقديرات بأن نحو مليون فلسطيني قد يجبرون على النزوح نحو الجنوب، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية محدودة تحت الضغط الدولي.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,258، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 152,045، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 100 شهيد (2 منهم انتُشلت جثامينهم)، و603 مصابين خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9,752 شهيدا، و40,004 مصابين.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 51، والإصابات 230، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,706، والإصابات إلى 12,030.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 197 شهيدا، من بينهم 96 طفلا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 7 مواطنين بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون بجروح، يوم الخميس، في قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن 6 مواطنين استشهدوا، جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين عند مسجد بئر السبع في حي الشيخ رضوان، شمال غرب مدينة غزة.
وقال إن القصف أدى إلى استشهاد المواطن عبد الله أبو الجبين وزوجته وأطفاله.
كما استشهدت سيدة وأصيب مواطن بجروح خطيرة، في قصف إسرائيلي استهدف ثلاثة منازل متفرقة بالقرب من ساحة الشوا بمدينة غزة.
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الخميس، وفاة 4 مواطنين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت المصادر الطبية، بأن من بين الوفيات طفلين، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 197 شهيدا، من بينهم 96 طفلا.
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.
استشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات، يوم الخميس، شمال مدينة رفح ووسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين برصاص الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأضاف، أن 4 مواطنين آخرين استشهدوا عقب استهدافهم من قبل جيش الاحتلال وسط قطاع غزة.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين بنيران وقصف الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق في قطاع غزة منذ منتصف الليلة الماضية وحتى صباح يوم الخميس.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 4 مواطنين بينهم طفلتان في قصف الاحتلال شقة سكنية في برج الصالحي غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأضاف، أن 4 مواطنين آخرين استشهدوا إضافة إلى عدد من الإصابات في غارة للاحتلال استهدفت شقة سكنية تعود لعائلة الحديدي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، فيما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة زقوت بمحيط مسجد النور المحمدي في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد مواطن وزوجته وأبناؤه جراء قصف الاحتلال منزلهم في المعسكر الغربي غرب المدينة، كما استشهدت طفلة وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة في محيط صالة دريم غرب المدينة، إضافة إلى استشهاد مواطنتين إثر قصف مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس.
وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات شرق المدينة، جراء استهدافهم من قبل جيش الاحتلال بعد منتصف الليلة الماضية.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الاحتــلال الإسرائيلي قصــف أكثر من 500 مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد مئات المواطنين، وتدمير المدارس جميعها أو إلحاق أضرار جسيمة فيها.
وأضافت في بيان لها، يوم الخميس، أن قصف الاحتلال للمدارس التي تحولت إلى ملاجئ تأتي ضمن الهجوم العسكري الذي يدمر معظم البنية التحتية المدنية المتبقية في غزة، ويهجّر مجددا مئات آلاف الفلسطينيين، ويفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا.
وأشارت إلى أن غارات الاحتلال على المدارس يسلط الضوء على غياب الأماكن الآمنة للنازحين، الذين يشكّلون الغالبية العظمى من سكان غزة.
ولفتت المنظمة، إلى أن الهجمات الإسرائيلية حرمت المدنيين من الملاجئ الآمنة، وساهمت في تعطيل التعليم لسنوات عديدة، إذ قد يتطلب إصلاح المدارس وإعادة بنائها الكثير من الموارد والوقت.
ودعت، حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل، واتخاذ تدابير عاجلة أخرى لإنفاذ “اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.
مفاوضات وقف إطلاق النار
يشهد المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) خلافات حادة قبيل انعقاده مساء الخميس لاتخاذ قرار بشأن احتلال قطاع غزة بالكامل.
وذكرت القناة 12 العبرية أن رئيس الأركان إيال زامير سيعرض تحذيرا خلال الاجتماع، مؤكدا أن الاحتلال الكامل لغزة “سيدخل إسرائيل في ثقب أسود يشبه فيتنام”.
وتتضمن الخطة العسكرية، التي تمتد لخمسة أشهر، السيطرة الكاملة على مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، بمشاركة خمس فرق عسكرية، وسط تقديرات بأن نحو مليون فلسطيني قد يجبرون على النزوح نحو الجنوب، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية محدودة تحت الضغط الدولي.
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقابلة عرضتها شبكة “فوكس نيوز”، اليوم الخميس، أن اسرائيل “تعتزم” السيطرة على غزة، ولكن “ليس حكمها”، مع تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن إمكان الاستيلاء الكامل على القطاع، فيما شدّدت حركة حماس، على أن ذلك “انقلاب واضح على مسار المفاوضات”، وكشف دوافع انسحابه من الجولة الأخيرة منها.
وقال نتنياهو ردا على سؤال عمّا إذا كانت تل أبيب تنوي السيطرة على كامل القطاع: “نعتزم ذلك”.
وأضاف: “لا نريد الاحتفاظ (بغزة). نريد إقامة منطقة أمنية، لكننا لا نريد حكمها”.
وتابع: “نريد تسليم السلطة لقوات عربية تحكم غزة بكفاءة من دون تهديدنا، ومع توفير حياة جيدة لسكان غزة”، مضيفا أن “هذا غير ممكن مع حماس”.
وبُثت هذه المقابلة عبر قناة “فوكس نيوز” قبل أن يعقد نتنياهو اجتماعا لمجلسه الوزاري الأمني المصغر، يوم الخميس، لاتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية في الحرب على قطاع غزة.
وخلال اجتماع الكابينيت، قال نتنياهو: “لا أريد بقاء حماس، بل أريد هزيمتها وطريقتنا الحالية لم تفضِ إلى إطلاق سراح الرهائن، ولن نستمر على هذا المنوال”، بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 12، مساء اليوم الخميس.
زامير يحذّر من احتلال غزة: سيؤدي إلى كارثة إنسانية وقد يستغرق عامين
وأعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، عن “معارضته الشديدة” لاحتلال قطاع غزة، خلال اجتماع الكابينيت، وأبلغ الوزراء بأن “احتلال القطاع وتطهير المنطقة، سيستغرق ما بين عامٍ وعامين”، وفق ما أوردت القناة الإسرائيلية 13.
ووفقًا لزامير، ستستغرق المرحلة الأولى، خمسة أشهر، حتى أوائل عام 2026، مضيفا أن “اجتياح مدينة غزة، إلى جانب تدمير البنية التحتية المدنية، سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وقد يُلحق الضرر أيضًا بالرهائن الموجودين في المنطقة”.
جانب ممّا دار باجتماع الكابينيت
وذكر زامير خلال اجتماع الكابينيت أن “حياة الرهائن ستكون في خطر، إذا شرعنا في خطة لاحتلال غزة، ولا سبيل لضمان عدم تعرّضهم للأذى”، مضيفا: “قواتنا مُنهكة، والمعدات العسكرية بحاجة إلى صيانة، وهناك مشاكل إنسانية وصحية”.
فردّ الوزراء المشاركون بالاجتماع، بالقول إن “عملية ’عربات جدعون’ قد فشلت في تحقيق هدفها”.
وشدّد زامير حينها على أنه “تمّت تهيئة الظروف لعودة الرهائن”، فقال نتنياهو إن “العملية ليست نهائية. نحن مستعدون للنظر في وقف إطلاق النار إذا وافقت حماس على شروطنا”.
وذكر وزير الأمن القومي، المتطرّف إيتمار بن غفير، أنه “يجب أن نمضي قدمًا”.
حماس: استمرار للإبادة وانقلاب على المفاوضات
من جانبها، أكدت حركة حماس، الخميس، أن خطة نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة، استمرار لنهج الإبادة والتهجير وانقلاب على مسار المفاوضات، وحذّرت من أن توسيع العدوان لن يكون نزهة.
وقالت حماس في بيان جاء ذلك تعليقا على مقابلة نتنياهو مع قناة “فوكس نيوز”: “ما يخطط له مجرم الحرب نتنياهو هو استكمال لنهج الإبادة والتهجير، عبر ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.
وشددت على أن تصريحاته “تمثل انقلابا صريحا على مسار المفاوضات (غير المباشرة بين الجانبين)، وتكشف بوضوح الدوافع الحقيقية وراء انسحابه من الجولة الأخيرة، رغم اقترابنا من التوصل إلى اتفاق نهائي”.
وأكدت حماس في بيانها أن “مخططات نتنياهو لتوسيع العدوان تؤكد أنه يسعى للتخلص من أسراه والتضحية بهم خدمة لمصالحه الشخصية وأجنداته الإيديولوجية المتطرفة”.
وشددت الحركة على أن “غزة ستبقى عصية على الاحتلال، وعلى محاولات فرض الوصاية عليها”، محذرة من أن “توسيع العدوان على شعبنا الفلسطيني لن يكون نزهة، وسيكون ثمنه باهظا ومكلفا على الاحتلال وجيشه النازي”.
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى “إدانة ورفض هذه التصريحات الخطيرة، والتحرك العاجل لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من حقّه في تقرير مصيره، ومحاسبة قادة العدو على جرائمهم المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.
وفي 24 تموز/ يوليو الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع “حماس” بالدوحة، بعد تعنّت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
ويُحمّل 52 بالمئة من الإسرائيليين حكومتهم المسؤولية كاملة أو جزئيا عن عدم إبرام اتفاق مع حماس، وفق استطلاع للرأي نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي نتائجه، الأحد.