مكتب نتنياهو، قال في بيان إن رئيس الوزراء أجرى “نقاشا أمنيا محدودا” استمر نحو ثلاث ساعات عرض خلاله رئيس أركان الجيش أيال زامير “خيارات مواصلة الحملة في غزة..

التغيير: وكالات

ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء أنه التقى مع مسؤولين أمنيين كبار لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية جديدة للحرب المستمرة منذ 22 شهرا في قطاع غزة، وقالت وسائل إعلام إن نتنياهو يميل إلى السيطرة العسكرية على القطاع بالكامل.

وانهارت جهود الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) رغم الضغوط الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار من أجل تخفيف وطأة الجوع والظروف المروعة في القطاع المحاصر.

وذكرت السلطات الصحية في غزة إن 20 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية في أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة شمال القطاع.

وفي جنوب غزة، قال مسعفون إن 20 شخصا أصيبوا بنيران إسرائيلية خلال انتظارهم للحصول على مساعدات من شاحنات الأمم المتحدة قرب محور موراج القريب من رفح.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة ثمانية أشخاص آخرين إما من الجوع أو سوء تغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ومقتل 80 على الأقل في أحدث قصف إسرائيلي.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن رئيس الوزراء أجرى “نقاشا أمنيا محدودا” استمر نحو ثلاث ساعات عرض خلاله رئيس أركان الجيش أيال زامير “خيارات مواصلة الحملة في غزة”.

وكان مسؤول إسرائيلي قال لرويترز في وقت سابق إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المقرب من نتنياهو سيحضران الاجتماع أيضا لاتخاذ قرار بشأن استراتيجية ستعرض على مجلس الوزراء هذا الأسبوع.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الثلاثاء إن مجلس الوزراء سيجتمع يوم الخميس في الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش).

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مسؤول في مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء يميل إلى السيطرة على القطاع بأكمله.

وستعني السيطرة على كامل أراضي القطاع إلغاء قرار اتخذته إسرائيل عام 2005 بالانسحاب من غزة مع الاحتفاظ بالسيطرة على حدودها ومجالها الجوي ومرافقها، وهي الخطوة التي ترى الأحزاب اليمينية أنها كانت السبب وراء تولي حماس السلطة هناك في انتخابات 2006.

إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان نتنياهو يقصد احتلالا مطولا أم عملية قصيرة الأجل تهدف إلى تفكيك حماس وتحرير الرهائن الإسرائيليين. وأحجم مكتب رئيس الوزراء عن التعليق على تقرير القناة 12.

وقال نتنياهو لمجندين جدد في قاعدة عسكرية “لا يزال من الضروري استكمال هزيمة العدو في غزة وتحرير رهائننا وضمان ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا لإسرائيل… لن نتخلى عن أي من هذه المهام”.

ووصفت الأمم المتحدة التقارير الواردة عن احتمال اتخاذ قرار بتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة بأنها “مقلقة للغاية” إن صحت.

وأحجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الإفصاح عما إذا كانت واشنطن تؤيد خطط نتنياهو.

وقال ترامب للصحفيين “أعلم أننا هناك الآن نحاول إطعام الناس”.

وتابع “فيما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقا. سيكون ذلك متروكا إلى حد كبير لإسرائيل”.

ونشرت حماس يوم السبت مقطعا مصورا ظهر فيه الرهينة الإسرائيلي إفياتار دافيد هزيلا في ما بدا أنه نفق تحت الأرض. وصدمت الصور الإسرائيليين، وأثارت استنكارا دوليا.

وتتعرض حماس لضغوط دولية متزايدة منذ اندلاع الحرب للإفراج عن الرهائن المتبقين البالغ عددهم 50 رهينة، والذين يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. وأُفرج عن معظم الرهائن خلال اتفاقات وقف إطلاق النار بعد مفاوضات دبلوماسية. وخرقت إسرائيل أحدث وقف لإطلاق النار.

هل هو أسلوب للضغط؟

قال مسؤول فلسطيني إن التهديد بالسيطرة الكاملة على غزة قد يكون أسلوبا للضغط على حماس كي تقدم تنازلات، في حين حثت وزارة الخارجية الفلسطينية الدول الأجنبية على أخذ التقارير على محمل الجد.

وقالت الخارجية الفلسطينية إنها تحذر “من مخاطر ما يتم تسريبه في الإعلام العبري بشأن التوجه لاحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل، وتطالب الدول والمجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع تلك التسريبات والتدخل العاجل لوقف تنفيذها، سواء أكانت من باب الضغوط أو بالونات اختبار لردود الفعل الدولية أو أكانت جدية وحقيقية”.

والحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل واحدة من أكثر الحكومات اليمينية تطرفا في تاريخها، إذ تضم أعضاء يدعون إلى ضم غزة والضفة الغربية وتشجيع الفلسطينيين على مغادرة وطنهم. وقالت محكمة العدل الدولية في عام 2024 إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، ويجب أن ينتهي قريبا.

وأرهق القتال المستمر منذ قرابة عامين في غزة الجيش الإسرائيلي الذي ليس لديه سوى عدد محدود من القوات النظامية، واضطر إلى استدعاء جنود الاحتياط مرارا. وحذر بعض قادة الجيش من مغبة توسيع احتلال غزة.

وفي إشارة إلى وجود خلافات بين بعض أعضاء الحكومة الائتلافية في إسرائيل والجيش، تحدى وزير الأمن الوطني المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن جفير على منصة إكس رئيس الأركان زامير أن يقول إنه سيلتزم بتوجيهات الحكومة، حتى لو اتخذت قرار السيطرة على غزة بالكامل.

وجاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي “مستعد لتنفيذ أي قرار سيتخذه مجلس الوزراء السياسي الأمني”.

الجوع

اندلعت الحرب بعد أن نفذ مسلحون بقيادة حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 تشير إحصاءات إسرائيل إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وتقول سلطات الصحة الفلسطينية إن الرد العسكري الإسرائيلي دمر قطاع غزة، وأودى بحياة أكثر من 61 ألفا معظمهم من المدنيين.

أجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية جميع سكان غزة تقريبا، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، على النزوح وتسببت في ما وصفها مرصد عالمي للجوع الأسبوع الماضي بأنها مجاعة تتكشف في القطاع.

وتقول السلطات في غزة إن نحو 188 فلسطينيا، بينهم 94 طفلا، لاقوا حتفهم بسبب الجوع منذ اندلاع الحرب.

وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في وسط قطاع غزة في وقت سابق اليوم، ولكن لم يتضح ما إذا كان هذا التحرك جزءا من هجوم بري أكبر.

وذكر فلسطينيون يعيشون في الرُبع الأخير المتبقي من القطاع، دون أن تسيطر عليه إسرائيل عسكريا، سواء من خلال التوغلات البرية أو إصدار أوامر للمدنيين بالإخلاء، أن أي تحرك جديد لاحتلال المنطقة سيكون كارثة.

وقال أبو جهاد، وهو تاجر أخشاب من غزة “إذا الدبابات بتدخل وين بدنا نروح؟ على البحر؟ يعني هاد راح يكون زي حكم الإعدام ضد كل الناس”.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.