ضمن ملف اعترافات متخابر، تنشر مجلة “الحارس”، في عددها العاشر، بعض ما سمح أمن المقاومة بالكشف عنه حول قضية فتاة، استغل العدو ترددها على نقاط المساعدات الأمريكية؛ للحصول على الغذاء، فقام بتجنيدها لصالح جمع المعلومات عن المقاومة، تحت غطاء متسولة.
 في مقابلة حصرية مع مراسل مجلة “الحارس”، كشف ضابط في أمن المقاومة النقاب عن تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على المتخابرة مع العدو (ع.ج / 31 عامًا)، وذلك بمساعدة مواطن، كان قدم معلومات حول سلوك مريب من إحدى المتسولات، اللواتي يحاولن استعطاف النساء من أجل دخول البيوت والخيام، بحجة طلب المساعدة، وبناءً على ذلك بدأ الأمن بالتحري عن الفتاة ومراقبتها.
 كما أشار الضابط الأمني إلى أن مخابرات العدو قد قامت بتجنيد المتخابرة (ع.ج)، بعد اختطافها من إحدى نقاط توزيع المساعدات الأمريكية، وعرضت عليها العمل مقابل الحصول على الغذاء، فرفضت ابتداءً، وبعد ساعات طويلة من الضغط النفسي والجسدي، وافقت ظاهريًا، بقصد خداع ضابط المخابرات، من أجل الهروب من الموقف.
 ووفق اعترافات المتخابرة (ع.ج)، فإنه فور إفراج العدو عنها، أتلفت الهاتف وشريحة الاتصال، الذي استلمته من مخابرات العدو، وقررت عدم العودة إلى نقطة توزيع المساعدات الأمريكية، خوفًا من إعادة اختطافها وإجبارها على العمل مع العدو، لكن، ضابط المخابرات اتصل من رقم محلي على هاتفها الخاص، وهددها بفضحها، حال عدم التجاوب معه؛ حيث اكتشفت المذكورة أن موافقتها على العمل مع المخابرات كانت مسجلة.

 وفي هذا السياق، وتحت هاجس الخوف من فضحية الخيانة والجهل بأساليب عمل مخابرات العدو، بدأت المتخابرة (ع.ج) بتنفيذ مهام جمع معلومات دقيقة عن عائلات محددة، حيث طلبت مخابرات العدو من المذكورة اتخاذ التسول غطاءً لدخول بيوت وخيام العائلات المستهدفة، وبحسب اعترافها، قال لها ضابط المخابرات: “النسوان عاطفيات، لازم تستغلي هذا الاشي، حتى تدخلي الخيام”.
 وبحسب الضابط الأمني، فإن المتخابرة (ع.ج)، قد نفذت عدة مهام لجمع المعلومات، كان أخطرها، عندما تسببت بارتكاب العدو مجزرة بحق إحدى العائلات النازحة في مراكز الإيواء، إذ أبلغت مخابرات العدو عن وجود شخص قد يكون مطلوبًا، بناءً على تحليلها لبعض سلوكيات العائلة وخصوصية مكان معين، مما ترتب عليه، قيام العدو بعد أيام باستهداف الخيمة، فاستشهد عدد من المدنيين.
 وبتصريح مقتضب، شكر قائد في أمن المقاومة المواطن، الذي أبلغ عن سلوك المتخابرة المشبوه، داعيًا المواطنين إلى إبقاء اليقظة والانتباه من التصرفات المريبة والإبلاغ عنها فورًا.

 كما أوضح القائد الأمني بأن تهديد مخابرات العدو بالفضيحة، هو أسلوب نفسي لا أكثر، مؤكدًا أن الفضيحة مهما كانت، أهون بكثير من عار الخيانة، الذي لا يغتفر.
 إلى ذلك، حذر القائد الأمني من خطر نقاط المساعدات الأمريكية؛ إذ ثبت للمقاومة بالأدلة والبراهين أنها مصائد للموت والخطف والأعمال الأمنية.

شاركها.