الأربعاء 6 غشت 2025 04:15
قصة مدينة الدار البيضاء، التي صارت خلال نصف قرن أكبر المدن المغربية، تروى باللغة العربية في ترجمة جديدة لمرجع المهندس المعماري ميشيل إيكوشار، الذي عمل بين سنوات 1953 و1946 مديرا لمصلحة التخطيط الحضري بالمغرب، وأشرف على وضع تصاميم تهيئة الجانب “العصري” من مدن مثل الدار البيضاء، وأكادير، والقنيطرة، والرباط، ومكناس، وفاس.
ترجمة كتاب “الدار البيضاء: قصة مدينة”، التي أنجزها عبد الحميد رضا وطارق الهامل، وراجعها وقدمها المؤرخ محمد معروف الدفالي، نشرتها “مجلة أمل للتاريخ والثقافة والمجتمع”.
وذكرت مقدمة المترجمين أن كتاب إيكوشار هذا “وثيقة تاريخية وجغرافية ذات أهمية بالغة في مجال الدراسات المعمارية والتاريخية”، كما أنه “ضمن فئة الكتب قليلة التداول أو نادرة الوجود بين رفوف المكتبات، ما يضاعف من قيمته العلمية ويجعل فائدة إعادة نشره مترجما، مزدوجة، تعيد الكتاب إلى رفوف المكتبات، وتوفره لقراء اللغة العربية، لأول مرة”.
وتقدر المقدمة أن “الأهمية العلمية للكتاب تتمثل في منهجيته التوثيقية، وما يقدمه من معطيات دقيقة، تثري الدراسات التاريخية والمعمارية حول مدينة الدار البيضاء؛ ما يجعل منه أحد المصادر الأساسية لأي بحث أكاديمي يتناول تطور الدار البيضاء عمرانيا واجتماعيا وتاريخيا”.
وفي تقديم المؤرخ محمد معروف الدفالي سجل جمْعَ هذا المرجع “بين جزء من تاريخ تعمير الدار البيضاء، وبين جزء من السيرة الذاتية، والسيرة الفكرية، لأحد أكبر المهندسين المعماريين الذين اعتمدت عليهم إدارة الحماية الفرنسية في تنفيذ مخططاتها التعميرية الكبرى، في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأحد الذين كانت بصماتهم قوية وجد ظاهرة في مسار تاريخ تعمير هذه المدينة، ومسار تعمير مدن مغربية أخرى”.
وتميز الكتاب المترجم حديثا، وفق كلمة ترجمته: “منهجيته الدقيقة في توثيق عمليات إنشاء الأحياء الرئيسية في الدار البيضاء خلال منتصف القرن العشرين، حيث يعرض السمات المعمارية البارزة لتلك المرحلة بتحليل عميق؛ كما يتناول بشكل مفصّل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية التي شهدتها المدينة أواخر الأربعينيات، وهي فترة مفصلية أسهمت في وضع أسس تصاميم التهيئة، ليس فقط في الدار البيضاء، بل امتد تأثيرها إلى مدن مغربية أخرى؛ وقد ساهم هذا التطور في تعزيز مكانة هذه المدينة كمركز اقتصادي رئيسي في المملكة”.
ثم سجلت كلمة الترجمة أن “الطابع العمراني الحالي لمدينة الدار البيضاء مازال يحمل بصمة واضحة لتخطيط إيكوشار، الذي شكل الإطار المرجعي لتنظيمها الحضري وتوسعها”.
المصدر: هسبريس