في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام الدولي على الكارثة الإنسانية في غزة، تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني مأساة موازية، لا تقل قسوة ولا خطورة. الفاشر، آخر المدن الكبرى في غرب السودان خارج سيطرة قوات الدعم السريع، تواجه حصارًا خانقًا يُنذر بمجاعة وشيكة تطال نحو مليوني إنسان.
تقارير ميدانية تؤكد أن المدينة تعاني من انقطاع تام في الإمدادات الغذائية والطبية، وسط استمرار القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة. السكان باتوا يعتمدون على “الأمباز” وهو بقايا قشر الفول السوداني المخصص لعلف الحيوانات كغذاء رئيسي، بعد توقف جميع مراكز تقديم الطعام.
وتشير مصادر إلى أن هذا الحصار يُنفذ بدعم مباشر من جهات خارجية، أبرزها دولة الإمارات، التي تتهمها تقارير حقوقية بدعم ميليشيا الدعم السريع عبر تمويل وتسليح وتجنيد مرتزقة أجانب. الهدف، وفق مراقبين، هو السيطرة على الفاشر لما تمثله من أهمية استراتيجية تربط السودان بمصر وتشاد وليبيا.
ويحذر محللون من أن سقوط المدينة قد يفتح الباب أمام إعلان حكومة انفصالية في غرب السودان، ما يهدد بتقسيم البلاد وخلق واقع جيوسياسي جديد في المنطقة.
بين غزة والفاشر، تتكرر أدوات الحصار والتجويع، وتتشابه الأساليب، بينما تواصل بعض الأطراف الإقليمية لعب أدوار تثير تساؤلات جدّية حول نواياها الحقيقية تجاه استقرار المنطقة.