وفقًا لبيانات محدثة حتى الساعة الخامسة من مساء الإثنين 5 أغسطس 2025، تجاوز العدد التراكمي للإصابات المؤكدة في دارفور 4,113 حالة..
الخرطوم: التغيير
يشهد تفشي وباء الكوليرا في إقليم دارفور تصاعدًا خطيرًا، وسط تحذيرات من انهيار الاستجابة الصحية في مناطق النزوح والنزاع.
ووفقًا لبيانات محدثة حتى الساعة الخامسة من مساء الإثنين 5 أغسطس 2025، تجاوز العدد التراكمي للإصابات المؤكدة في دارفور 4,113 حالة، فيما بلغت الوفيات المرتبطة بالوباء 197 حالة على الأقل، وفقا للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين.
تركزت غالبية الحالات في مراكز النزوح بولاية شمال دارفور، خاصة في منطقة طويلة، حيث سُجّلت 3150 إصابة منذ بداية التفشي، بينها 65 حالة وفاة. ويخضع حاليًا 248 مصابًا للعلاج في مركز العزل الصحي، بينما أُدخلت 143 حالة جديدة خلال اليوم نفسه.
وامتد انتشار الوباء إلى منطقة جبل مرة، التي تضم بلدات مثل قولو وجلدو ونيرتيتي، حيث بلغ إجمالي الإصابات 408 حالة، بينها 40 حالة وفاة في قولو، و6 في جلدو، إلى جانب حالتين وافدتين في نيرتيتي من منطقة قرني. كما سُجلت حالات إضافية في دربات.
تزايد معدل الإصابات
في ولاية جنوب دارفور، تزايدت الإصابات في مخيمات النازحين المحيطة بمدينة نيالا، حيث سُجّلت 313 حالة في مخيم كلمة (45 وفاة)، و190 حالة في مخيم عطاش (47 وفاة)، إضافة إلى عشرات الحالات في مخيمي دريج والسلام.
تأتي هذه الموجة الجديدة من الكوليرا في سياق إنساني كارثي تعيشه دارفور وبقية السودان، نتيجة الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.
وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، بما في ذلك المرافق الصحية وشبكات المياه، مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض المنقولة عبر المياه.
ويواجه الإقليم، الذي يعاني أصلًا من ضعف في النظام الصحي وخدمات الصرف الصحي، عجزًا كبيرًا في الإمدادات الطبية، وتحديات لوجستية تعيق وصول الفرق الصحية إلى المناطق المتأثرة، خصوصًا في ظل الحصار المتكرر وتقييد حركة العاملين الإنسانيين. وتفاقم الوضع مع هطول الأمطار الموسمية التي تؤدي إلى تلوث مصادر المياه في المخيمات والقرى الجبلية.
وتعاني المنظمات الدولية، ومن ضمنها منظمة الصحة العالمية واليونيسف وأطباء بلا حدود، من صعوبات في الاستجابة، بسبب التدهور الأمني وغياب التنسيق المركزي بين الأطراف المتحاربة.
وحذرت منظمات محلية ودولية من أن عدم التدخل السريع قد يؤدي إلى كارثة صحية أكبر، خاصة مع استمرار تكدس النازحين في مراكز مكتظة، وافتقارهم إلى مياه نظيفة ومراحيض آمنة. كما دعت الجهات الفاعلة إلى تسهيل وصول المساعدات، وتفعيل آليات الاستجابة الوبائية، بما في ذلك حملات التطعيم وتعزيز التوعية المجتمعية.
المصدر: صحيفة التغيير