اتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بالاستعانة بآلاف المرتزقة الأجانب، بينهم عناصر من كولومبيا ودول مجاورة، بدعم وتمويل من سلطة أبوظبي، محذّرة من أن الحرب تتحول إلى نزاع “إرهابي” عابر للحدود يهدد أمن الإقليم والقارة..

التغيير: الخرطوم

قالت وزارة الخارجية السودانية إن الدولة السودانية تتعرض لما وصفته بـ”تآمر خارجي واسع النطاق”، يقوده تحالف يجمع بين مليشيا الدعم السريع وقوات مرتزقة أجنبية تقاتل في صفها منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.

وأوضحت عبر بيان الاثنين، أن مئات الآلاف من المرتزقة، من دول الجوار ومن خارج القارة الأفريقية، يشاركون في العمليات القتالية إلى جانب الدعم السريع، واعتبرت أن ذلك يشكّل “ظاهرة خطيرة تهدد السلم والأمن في الإقليم والقارة بصورة عامة، وتفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها”.

وأضاف البيان، أن هذا الانخراط الأجنبي غيّر من طبيعة الحرب، محولًا إياها إلى “حرب إرهابية تدار بالوكالة”، ويمثل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي ويؤسس لفوضى إقليمية عابرة للحدود.

وأكدت وزارة الخارجية السودانية امتلاك الحكومة لما أسمته “كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومن بعض دول الجوار”، مشيرة إلى أن هذه العناصر شاركت في القتال بدعم وتمويل مباشر من حكومة أبوظبي.

وأفادت أن بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة قدمت هذه الوثائق لمجلس الأمن، كما وثّقت منظمات إقليمية ودولية وتقارير إعلامية استقصائية هذه المشاركة الأجنبية.

تهديدًا للسلم

وشددت الخارجية السودانية على أن هذا المنحى التصعيدي يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، ودعت المجتمعين الإقليمي والدولي إلى اتخاذ موقف واضح حيال ما وصفته بـ”العدوان المنظم” على السودان.

وسبق أن أثار وجود مقاتلين كولومبيين في صفوف قوات الدعم السريع جدلًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، بعدما نشرت القوات المسلحة السودانية في نوفمبر الماضي صورًا ووثائق وجوازات سفر، قالت إنها تعود لمرتزقة كولومبيين عبروا من دولة الإمارات، وتؤكد مشاركتهم في القتال إلى جانب الدعم السريع، خاصة بعد مقتل عدد منهم في معارك قرب الحدود السودانية الليبية.

وعقب هذه التطورات، أعربت الحكومة الكولومبية في ديسمبر الماضي عن “صدمتها” من مشاركة مواطنيها في النزاع المسلح بالسودان، وأكدت سفيرة كولومبيا لدى القاهرة، آن ميلينا دي جافيريا، في تصريحات صحفية، احترام بلادها للسيادة السودانية ورفضها لأي انتهاك لها.

من جهته، أدان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو هذه الظاهرة، داعيًا إلى “حظر استخدام المرتزقة”، ومحاسبة الأطراف التي “تدفع بشبان فقراء إلى ساحات القتال في دول أجنبية مقابل المال”، وفق تعبيره.

وتخوض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حربًا مدمرة منذ منتصف أبريل 2023، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى ونزوح الملايين، في ظل انهيار مؤسسات الدولة.

ومع تصاعد الاتهامات بين الطرفين بشأن الاستعانة بقوى خارجية، تتزايد المخاوف من تدويل الصراع، خصوصًا بعد اتهامات الخرطوم المباشرة لدول إقليمية بالضلوع في الحرب عبر تمويل وتسليح الدعم السريع.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.