مرتضى الغالي

الكيزان الضلالية الكذَبَة آخر من يتكلم عن السيادة الوطنية..! والألزم لهم أن يصمتوا بعد ثلاثة عقود حسوما من تضييع السيادة والسرقات الفاجرة ومص (شطور الموارد) والإثراء الأرعن الفاحش على حساب إفقار الناس وتجويعهم وتجفيف عافيتهم وإجلاس التلاميذ على التراب وتحويل مال الصحة والتعليم إلي شراء اليخوت وبناء القصور..ثم خمس سنوات أخرى انتهت بالدمار الشامل للوطن والموت بالجملة وتشريد الملايين في أركان الدنيا الأربعة..!

إنها أعوام الاستباحة والتنافس على النهب والسرقة حيث أن من طبيعة (الشحاد) أن يتشكك في كل من يحمل (مخلاية).. !

هذا هو نهجهم الذي يصدر عن (حقد ضرير) يسعى إلى تعويض سنوات الجوع الكافر و(النشأة المنحرفة) والتربية التنظيمية الضالة التي تحتقر الوطن وتريد أن تعوّض أزماتها النفسية وانكساراتها وعقدها الدفينة بالانتقام من الشعب وتحطيم المعالم الوطنية بوهم إلغاء الذاكرة الشعبية..!

انتم أمام شعب يختزن في ذاكرته كل الصنائع والفظائع (ماركة مسجلة) باسمكم ودمغتكم..وكلها تناقض معانى سيادة الشعب في أرضه..!

إنها عادتهم في اختلاق البلبلة في الاسافير واتهام الأحرار بالتفريط في السيادة الوطنية لإلهاء الناس..وكل هذه الأصوات العالية لم تنطلق الآن إلا للتغطية على فظائع الانقلاب وفساده وما جرّه على الشعب من موت وتشريد وويلات ومن تمزيق للوطن عبر تفريخ عشرات المليشيات بحجة محاربة مليشيا واحدة..!

يريدون أن ينسى الناس استهلال عهدهم بهدر السيادة ومعاداة الوطن لصالح التنظيمات الاخوانية العالمية وتحويل النزاعات الأهلية إلى (حروب دينية) وجعل الوطن ملاذاً للإرهابيين من أفغان وتركمستان وشوام وشراكسة وألبان وتسكين الملثمين الأجانب في أحياء المواطنين ..!

هل هناك ما هو أشد فتكاً بسيادة الأوطان من الفساد (الذي لم يُخلق مثله في البلاد) والذي مارسه الكيزان عبر لجان التصرّف في المرافق العامة باسم التحرير الاقتصادي الذي قصدوا به (تحرير الأيدي) وإغلاق عيون الرقابة..أيام عبد الرحيم حمدي وتاج السر مصطفى والأمين دفع الله وغيرهم من الذين أهدروا ثروات الشعب وموارد البلاد..و(أكثروا فيها الفساد)..!

إنها أيام (القصص الحزينة) أيام نهب وتفكيك وبيع مشروع الجزيرة وسودانير والسكة حديد والبريد والنقل الميكانيكي والمخازن والمهمات والنقل النهري والخطوط البحرية وشركات الصمغ والأقطان والاسمنت ومؤسسات النيل الأبيض والنيل الأزرق وجبال النوبة والرهد وحلفا الجديدة والسوكي والحبوب الزيتية والمواصلات السلكية واللاسلكية والكناف والغزل والنسيج والتغليف والإمدادات والعقارات الحكومية والمدابغ والمحالج والأبحاث والأسواق الحرة والمعارض والمرطبات وتعليب الفاكهة والتمور واسماك النوبة وألبان كوكو وورش أخشاب أم حراز وكرتون أروما وشركات الأحذية والأغذية والفنادق الكبرى والفلل الرئاسية واستراحة وفنادق أركويت والمراسي والموانئ والحظائر والقروض والودائع والأرصدة وعوائد الإيجارات و(بيع المديونيات) وإنشاء شركات النهب الحكومية التي بلغ عدد (المعروف منها) 431 شركة منها 400 شركة لم يضرب بلاطها حذاء المراجع العام..و80% منها لا علم للخزينة العامة بإيراداتها.. هذا عدا أموال البترول والذهب المليارية وملف المصارف الرهيب…أما (أموال التجنيب) فعلمها عند (الرجل الثاني) وعند علّام الغيوب..و(يا فؤادي رحم الله الهوى)..!.

ولا تسأل عن صندوق دعم الشريعة وصندوق الوحدة وصندوق الشرق ومال كنانة والرهد ودمغة الجريح ورسوم القناة الفضائية..فمصير أموالها سيظل ملتصقاً بمن تولوا رئاستها إلتصاق الحراشف بالزواحف..!!

كل هذا غيض من فيض فساد الإنقاذ ونقطة ماء من المحيط الأطلنطي وقطرة ثلجية من (براري القطب الشمالي) وورقة شاحبة سقطت من فرع شجرة في غابة مدارية من البلوط..!

أين بقية أموال القرض الخارجي الذي حمله البشير إلى غرفة نومه وأعطي منه خمسة مليون دولار (عطية مُزيّن) بغير مستند للواعظ الأراجوز (عبدالحي يوسف) فحملها في كيس وهرب بها إلى تركيا..ومن هناك قال إن السودان يرحّب باستضافة الكيزان الأردنيين المطاريد..ولكنه لا يستطيع مفارقة (الراحات) في اسطنبول لاستقبالهم في الخرطوم تحت الغبار وسخانة (مطاعم القراصة) ومع الكتاحة وقطوعات الكهرباء.,.؟!

الناس يتذكَرون تلك (القصة القصيرة الطريفة) عن احد ظرفاء الإنقاذ..! كان “مراسلة موتسيكل” وأصبح عضواً في مجلس إدارة (البنك الحكومي الشهير) فطلب قرضاً ميسّراً من البنك وصدّق لنفسه بالقرض.. ثم قام بشراء البنك نفسه بجزء من القرض الذي لم يقم بدفع أقساطه حتى الآن..! الله لا كسّب الإنقاذ..!

 

 

 

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.