تواصلت الاعتداءات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين بذات الوتيرة العالية وشديدة الخطورة خلال شهر تموز الماضي، وبقيت عند ذات المستوى الذي كانت عليه شهر حزيران الذي سبقه، حيث رصد مركز مدى 73 اعتداء ضد الحريات الإعلامية مقابل 72 انتهاك وثقت خلال شهر حزيران الماضي السابق.

وتوزعت الانتهاكات الموثقة البالغ عددها 73 انتهاك على 62 انتهاك ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي، و9 انتهاك ارتكبتها جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين وثق انتهاكين ارتكبتها منصات التواصل الاجتماعي.

الانتهاكات الإسرائيلية:

ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلية خلال شهر تموز 2025 ما مجموعه 62 جريمة واعتداء ضد الحريات الإعلامية. ويشكل هذا العدد انخفاضا بنسبة 7% عما وُثق خلال شهر حزيران الذي سبقه، والذي كان شهد ما مجموعه 67 انتهاك إسرائيلي.

وشكلت الانتهاكات الإسرائيلية الموثقة خلال الشهر الماضي ما نسبته 85% من جميع الانتهاكات المرتكبة، وجاءت خطورتها الكبيرة من حيث من حيث استمرار عمليات قتل الصحفيين والتي بدأت بشكل أكثر تركيزا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة حيث قتلت قوات الاحتلال ما مجموعه تسعة من الصحفيين/ات. كما تكمن خطورتها من حيث التركيز على شل حركة الصحفيين والطواقم الإعلامية ومنعهم من تغطية الأحداث المختلفة التي انتشرت في كافة المحافظات. وجاءت الاعتداءات خلال هذا الشهر بطريقة مركبة حيث تعرض بعض الصحفيون والطواقم الإعلامية لأكثر من انتهاك خلال الشهر أثناء تغطية فعاليات مختلفة.

ووثق مدى خلال شهر تموز الماضي 10 حالات اعتداء جسدي على الصحفيين/ات وقعت في قطاع غزة، وتوزعت على 5 إصابات بشظايا القصف و5 إصابات بالأعيرة النارية.

كما اعتقلت سلطات الاحتلال مدير وكالة “معا” الصحفي ناصر اللحام من منزله وصادرت هواتفه وجهاز حاسوب في وأفرجت عنه بعد اعتقال دام ثمانية أيام تعرض خلالها للضرب وإساءة المعاملة، واعتقلت الصحفي الحر محمد الخطيب خلال قيامه بتصوير دعاية لأحد المطاعم في مدينة الخليل وأفرجت عنه بعد ساعتين بكفالة مقداراها 500 شيكل ومصادرة طائرة “الدرون” التي كان يستخدمها، كما احتجزت 5 صحفيين خلال تغطية الفعاليات المختلفة.

وخلال شهر تموز الماضي، منعت قوات الاحتلال 18 صحفي/ة من التغطية في مدن الضفة الغربية، إضافة لعمليات التحريض التي طالت كلا من مراسل قناة “الجزيرة” الصحفي أنس الشريف بعد أن بث الناطق باسم جيش الاحتلال فيديو يشكك بنزاهة تغطيته الإعلامية، وتحريض الإعلام العبري ضد الصحفي مهند قشطة الذي وصفه بـ “الصحفي الإرهابي”.

كما قصفت طائرات الاحتلال منازل ستة صحفيين ودمرتها، ومنهم من قتل خلال قصف منزله، كما حدث مع المذيعة في إذاعة “صوت الشباب” الصحفية مروة مسلم والتي دمرت طائرات الاحتلال منزلها في حي “التفاح” وبقي مصيرها مجهولا تحت الأنقاض حتى أعلن عن استشهادها في الأول من شهر آب.

وفي ذات السياق أعادت سلطات الاحتلال تمديد الاعتقال الاداري للزميل الصحفي مجاهد السعدي لأربعة شهور أخرى وهو معتقل منذ تاريخ 19/09/2024.

الانتهاكات الفلسطينية:

ارتفعت أعداد الانتهاكات الفلسطينية ضد الحريات الإعلامية خلال شهر تموز الماضي، ووثق مركز مدى ما مجموعه 9 انتهاكات فلسطينية، مقابل انتهاكين اثنين وثقت في خلال شهر حزيران الذي سبقه، وبهذا فقد جاءت مرتفعة بنسبة 350%.

وشكلت الانتهاكات الفلسطينية مجتمعة ما نسبته 12% من جميع الانتهاكات الموثقة خلال الشهر الماضي، وتوزعت على 4 انتهاكات ارتكبت ضد صحفيين في الضفة، و5 اعتداءات ضد صحفيين قطاع غزة.

وتمثلت الانتهاكات في الضفة الغربية باعتقال جهاز المخابرات الفلسطينية الصحفي الحر إيهاب علامي من منزله في بلدة “بيت أمر” وتحويله لمحكمة صلح “حلحول” بتهمة “حيازة السلاح” ولا يزال الصحفي معتقلا حتى تاريخ صدور هذا التقرير. كما اعتقل عناصر من جهاز الأمن الوقائي الصحافيان محمد عتيق ومحمد عابد خلال تغطية وقفة احتجاجية أمام محافظة جنين وأفرج عنهما بعد احتجاز دام نحو 6 ساعات. كما أعيد اعتقال الصحفي محمد عتيق خلال مروره من مدينة “طولكرم” إلى “جنين” عبر حاجز بين بلدتي “بلعا” و”العطارة” وأفرج عنه في وقت متأخر من اليوم التالي لاعتقاله.

وفي حوادث منفصلة في قطاع غزة، اعتدت مجموعات من المواطنين بالضرب المبرح على الصحفيين خلال تغطياتهم الإعلامية، حيث اعتدى مواطنون على مصور وكالة “رويترز” داوود أبو الكاس ما تسبب له بجرح أسفل العين اليسرى، واعتدى مواطنون آخرون على الصحفي عبد الحكيم أبو رياش بالضرب بالأيدي والعصي ما تسبب في كسر عدسة الكاميرا. إضافة لاعتداء وحدة “سهم” التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة على الصحفي في وكالة “كنعان المحلية” خالد شعت ومصور قناة الجزيرة محمد سلامة لفظيا وبالضرب المبرح ما أدى لإصابة الصحفي شعت بكدمات، وإصابة المصور سلامة بكسر في اليد اليمنى.

انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي:

انحصرت انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي ضد الحريات الإعلامية خلال شهر تموز الماضي بانتهاكين ارتكبتها منصة “إنستغرام” المملوكة لشركة “ميتا”. وأغلق التطبيق حساب مراسل قناة “رؤيا” الصحفي حافظ صبرا بشكل كامل ونهائي بحجة مخالفة معايير النشر على المنصة، كما أغلقت حساب مراسل قناة “العربي” أحمد البطة لمدة 180 يوم ولنفس السبب.

شاركها.