تأمُلات

كمال الهِدَي

عذراً للقراء على المفردة الصادمة الواردة في العنوان.

وحتى لا تغضب منا، يا رئيس وزراء البرهان بالرغم من أن غضبك منا لا يعنينا كثيراً لكن اتساقاً مع التزامنا بعدم السطو على الحقوق (الأدبية) للآخرين، نذكر أن مفردة (الخسيس) تعود لمستشارك الجديد محمد محمد خير.

فقد استمعت لتسجيل كارثي للرجل أراد من خلاله الهجوم على إعلامي آخر، لكن سهامه الطائشة ارتدت إليه، مما أكد لي مجدداً أن إعلاميي الكيزان وأزلامهم يفتقرون إلى الذكاء.

بدأ مستشارك (الأونلايني)، يا مستر كامل حديثه لرفيق ولائمه بالتعبير عن زهده في المناصب والسلطة، قائلاً أن السلطة تتطلب صفات لا يملكها، مثل الخسة ، ويُفهم من ذلك، بالطبع، أن صاحب السلطة الذي عينه خسيس.

وقطعاً ستمتد (الخساسة) لتشمل صاحب السلطة الأعلى الذي عينك أنت نفسك يا كامل، أي البرهان.

فهل أدركت، يا كامل، إلى أي مدى قد تكون نهاية الكذب على الشعب سيئة؟

فلو أنك التزمت بوعدك للسودانيين بحكومة (أملٍ) تتضمن كفاءات حقيقية، عبر تقديم كل من يرى في نفسه الكفاءة سيرته الذاتية وطلبه للمنصب الدستوري الذي يرغب في شغله لربما كفيت نفسك شروراً كثيرة.

عموماً، براك جبتو لنفسك و(اصطفل)، على قول السوريين، أنت ومستشارك.

. تحدث المستشار محمد محمد خير في رسالته بأفكار ولغة صبيانية، تضاعف من حسرتنا على ما آلت إليه الأوضاع في بلدنا.

قال محمد خير أنه قبِل بالمنصب على أن يعمل (أونلاين) ، ولأنه (واضح) و(مرتاح) على حد قوله فقد رفض الحصول على راتب المنصب، لكن العجيب أن كاملاً أرسل له تذاكر السفر لكي يحضر إلى بورتسودان!

ألم أردد أكثر من مرة أن الذكاء نعمة يفتقدها كل من له صلة بالكيزان ولو من بعيد؟

حاول مستشار (الخسيس) الدفاع عن قريبته، نسرين النمر، وعاب على من كان يهاجمه في رسالته سؤاله لها عن مصدر أموال قناتها الفضائية الجديدة، معتبراً ذلك نوعاً من سوء الأخلاق.

والعجيب أيضاً أن من يعيب على رفيق ولائمه السؤال المشروع عن مصدر تمويل قناة نسرين شنف آذاننا بعبارات ماسخة عن رفيقه (الأكول)، مُردداً أكثر من مرة أنه كان يدعوه للولائم لأنه يحب كل ما لذ وطاب من الطعام!

وسؤال أي عاقل هنا: كيف لمن يحدث الناس عن إطعامه لرفيق سابق أو حتى (عدو) أن يكون زاهداً في المنصب أو يعمل بلا أجر؟

أكثر ما أضحكني في نهاية رسالته الصوتية تلك، الإشادة بمزمل وضياء، وقوله إن رفيق ولائمه تجرأ وهاجم هؤلاء (الرجال الحقيقيين) ، وحينها قلت لنفسي : يا ربي لو ديل كده.. ناس شبونة يكونوا شنو؟

وبعد تعقيبي على رسالة الرجل في القروب الذي يتواجد فيه، أردت أن أشرك القراء فيها، حتى يفهم البعض (العواسة) التي يمارسها البرهان وكامل وعبثهم بهذا السودان وأهله وإلى أي درك ينحدرون بمؤسساتنا.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.