“يا رجال القبيلة الأوفياء، المشروع يحتاج إلى جهودنا المتواصلة.. غدا، نكمل ما بدأناه لنزيل عزلة الطريق ونسهل سبل العيش.. نرجو الحضور الفعال، وحمل الأدوات المتاحة (فؤوس، عربات، إلخ)… المشروع ينتظر ضربات معاولنا الأخيرة لفك عزلة أرض الأجداد.. لا نتخلف عن موعدنا مع التاريخ، تذكروا، حضوركم شرف للقبيلة”..
هذا واحد من النداءات الرقمية التي وُجهت إلى قبيلة بني شبل التابعة لجماعة واد زا بإقليم تاوريرت، يدعوها إلى التلاحم ويشحذ همهما للتعاون والتضامن والاعتماد على الذات لمواصلة إنجاز ورش الطريق الذي يأمل أهل القبيلة أن يساهم في فك طوق العزلة عن منطقتهم الجبلية بربطها بشريان الحياة.
أبناء قبيلة بني شبل، شباب ورجال وشيوخ، لا يتوانون في الاستجابة لنداءات التعبئة للانخراط في مشروع إنجاز ذلك الورش، فيشمرون عن سواعدهم للعمل الجاد مستعينين بأدوات العمل التي تُضاعف قوتهم وتجعلهم قادرين على تحطيم الصخور التي تطوق عزلة منطقتهم البعيدة عن مدينة تاوريرت بـ45 كيلومترا.
عبد السميع رضوان، أحد أبناء المنطقة المشاركين في هذه المبادرة التضامنية التطوعية، قال إن معاناة ساكنة قبيلة بني شبل تتفاقم، خلال فصل الشتاء، مع العزلة بسبب غمر مياه الأودية للمسلك الذي يصل إلى الطريق المعبدة.
وأبرز رضوان، في تصريح لهسبريس، أن فكرة فك العزلة ارتكزت عند انطلاقتها على تهيئة نقطتين اثنتين لتسهيل عبور تلك المجاري المائية وتوسعة بعض المقاطع الصعبة، قبل أن تتحول إلى مبادرة طموحة تتطلع لإصلاح معظم الطريق على طول حوالي 10 كيلومترات.
وأوضح المتحدث ذاته أن حلم فك العزلة عن ساكنة قبيلة بني شبل لم يكن ليتحقق على أرض الواقع لولا الانخراط الواسع لساكنة المنطقة وأبنائها القاطنين بالخارج.
وأشار رضوان إلى أنه، منذ انطلاق المبادرة، تم جمع مبلغ مالي يناهز مائة مليون سنتيم، مكن من توفير مواد البناء، مثل الإسمنت وقضبان الحديد، وتغطية مصاريف مهمة تخص إنجاز هذا الورش التطوعي.
وأضاف ابن قبيلة بني شبل أن مبادرة فك العزلة عن قبيلة بني شبل ستستفيد منها 4 دواوير كبرى؛ وهي إعيساين وإيموناين وإبهاجن وإعراجن، فضلا عن تفرعات سكنية أخرى.
وأردف أن تبني الفعل التضامني المعروف بـ”التويزة” لإنجاز الطريق سبقتها، قبل سنتين، مبادرة تعاونية أخرى، تمثلت في حفر ثقب مائي على عمق 540 مترا بغية تزويد الساكنة المحلية بالماء الشروب.
ولفت متحدث إلى أن الوصول إلى الماء في أعماق الأرض في الثقب المذكور سبقه حفر ثقبين آخرين بعمق مماثل تقريبا؛ لكن دون العثور على أثر للمياه الجوفية، مؤكدا أن تجهيز الثقب المائي المتوفر على المياه بألواح للطاقة الشمسية لضخ الماء إلى السطح ساهم في التخفيف من معاناة الساكنة المحلية من ندرة المياه بالمنطقة.
المصدر: هسبريس