أمد/ كتب حسن عصفور/ بدأ واضحا، أن الجماعة الإخوانية بدأت تدرك بعد 22 شهرا منذ عملية أكتوبر 2023، التي أطلقها “التيار العسكري” بقيادة يحيى السنوار رئيس حركة حماس في حينه، أبعادها وما جلبته عليها من فقدان آخر موقع قدم حكم لها في المنطقة، مع سقوطها في السودان، ومصر وتونس، وكسر عامودها الوجودي في الأردن، وباتت حركة مشردة مطاردة.

الجماعة الإخوانية، بعد 22 شهرا قررت أن تفتح نار التصفية الداخلية ضد التيارالذي أطلق عملية أكتوبر، ما يعرف داخلها، بـ “التيار الفارسي” أو “تيار العسكر”، كونه المسؤول الأول عما وصلت إليه حال قطاع غزة، وما سيكون في اليوم التالي من مشهد اختفاء “أبنتها” حماس من أي وجود في الإدارة، ورميها تنتظر مصير البحث عن مكان اقامة مشروطة بشروط أمريكية يهودية جديدة، كما سبق أن كانت مع افتتاح مكاتبها في الدوحة وأنقرة.

الجماعة الإخوانية، لم تعلن رسميا فتح نار تصفية ضد التيار السنواري ” الفارسي” في حماس كما يحبون وصفه داخليا، لكنها لجأت إلى إسلوب مستحدث، بالتنسيق مع المخابرات البريطانية والأمريكية، وتفاهم صامت مع تركيا وقطر، وتأييد من حكومة الفاشية اليهودية، بفتح معركة شاملة ضد مصر تحديدا، عبر أشكال متعددة، هدفها المركزي نقل الضغط العالمي والتطورات المتلاحقة ضد دولة العدو الاحلالي إلى مصر، علها تنتظر “مكافأة سياسية” يحمي وجودها، ومصالحها، وأن تحدث أوراق اعتمادها للدول الراعية لها.

عندما تفتح الجماعة الإخوانية الحرب ضد مصر ليس جهلا بالحقيقة السياسية عن من يقتل أهل قطاع غزة، لكنها تبحث طريقا خدماتيا لمستقبلها، الذي ترنح جدا بعدما سقط النقاب عن حقيقتها الخادعة، وهي قبل غيرها تعلم يقينا أن اليوم التالي لحرب غزة هو اليوم الأول لقبرها سياسيا، ليس في فلسطين بل وفي محيطها ودول الغرب التي كانت حاضنتها الأساسية، فكانت الحركة الخدماتية الاستباقية للمخطط الأمريكي اليهودي نحو الضغط على مصر للقبول بمشروع التهجير من قطاع غزة والضفة وحرف معركة التهويد والضم نحو وجهة أخرى.

الجماعة الإخوانية، بالتنسيق مع أجهزة أمن أمريكا والموساد، فتحت باب التخلص من تيار السنوار العاروري، باعتباره شق عصا الطاعة عن الأمر “المرشدي” وذهب بعيدا، ولذا كان لا بد من القيام بخطوات لا تبدوا كأنها عصف داخلي بحماس والجماعة، من بوابة نقل المواجهة مع دولة الكيان إلى مصر، بما يمثل تحريضا واسعا ضد حماس، والتي لم يعد لها مستقبل سياسي، فلذا التخلص منها جزء من الاتفاق الخاص مقابل وقف عمليات حظر الجماعة الإخوانية في أمريكا وبريطاينا وبعض دول أوروبا التي بدأت التفكير بها للمرة الأولى منذ عام 1928.

الجماعة الإخوانية بمعركتها ضد مصر تقدم حماس السنوارية على طبق من ذهب إلى محكمة الجنائية الدولية، بعدما رفعت دعوى ضد مصر بتهمة غلق معبر رفح، وهي تعلم يقينا بأن تلك الخطوة ستتفتح ملف أحداث أكتوبر 2023، بعدما وضعت المحكمة الدولية يحيى السنوار ومحمد الضيف وآخرين من حماس مطلوبين بتهم ارتكاب جرائم حرب، ولذا الجماعة الإخوانية برسالتها كأنها تعيد تذكير الجنائية بأن تسرع في مناقشة الحدث الأكتوبري.

من باب التساؤل، لماذا غاب خالد مشعل الممثل الأبرز للجماعة الإخوانية المناهض للسنوارية، عن كل لقاءات حماس في الفترة الأخيرة، وخاصة بعدما كشف الأمن الأردني نشاطات للجماعة الإخوانية ضد الأردن، ما ادى إلى فتح كل ملفاتها فاجبرها على حل ذاتها للمرة الأولى منذ تأسيسها.

من باب الذاكرة التاريخية عن حقيقة الجماعة الإخوانية، بعد حرب يونيو 1967 وهزيمة مصر عسكريا خرج محمد الشعراوي أحدد ابرز شخصيات الإخوان في حينه ليصلي شاكرا إسرائيل بأنها هزمت مصر..وعاد بعد سنوات طويلة يعتذر، ولكنه اعتذار لم يلغ أن العداء لمصر ليس عابرا..وما يحدث راهنا هو تحديث لصلاة لما حدث في زمن سابق.

معركة الجماعة الإخوانية ضد مصر هي معركة وجودية لها وستقدم كل ما يمكنها كي لا يصل مصيرها لمصير فرعها المركزي الأقوى ماليا وتأثيرا في الأردن حلا وشطبا.

الجماعة الإخوانية تقدم تيار السنوار العاروري للجنائية الدولية على طبق “معبر رفح” هدية علها تنقذ بقاياها من اندثار لن يطول زمنه.

ملاحظة: طوفان الاعتراف بدولة فلسطين ..أصاب دولة الغزو الأمريكاني والفاشية اليهودية بصرع غير مسبوق..كل حساباتهم كانت إن “طوفان أكتوبر” يغرقها تهجيرا وتهويدا..ففتحوا صندوق وطلعوا جماعة الأسلمة قالك يمكن تزبط معها..معتقدين أن الدنيا زي الدنيا زمان..مش عارفين أنها باتت بلا ورقة توت كمان..بح بح يا مبحبح!

تنويه خاص: النهافات الهاكابية دخلت في سباق مع النهفات الترامبية…مش ملحقين عليها..آخرها ما نهفه الهاكابي أن “أهل غزة يحبون ترامب”..بتصدقوا هيك نهفة ما بيقدر ينهفها ترامب نفسه من كبر كذبها..بس الحلو الناس نهفوه نهف فقام نهف اللي نفها..منهوف يا هاكابي منهوف..

لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص

شاركها.