08:00 ص
السبت 02 أغسطس 2025
كتبتهند عواد:
عندما أغلقت المستشفيات في الأرجنتين أبوابها في وجه أسطورة التانجو دييجو مادونا، استقبله الزعيم الثوري الكوبي فيدل كاسترو، لتجمعهما صداقة غريبة بين لاعب يعاني من إدمان المخدرات وثوري مثقف.
يحمل مارادونا وشمين على ذراعه وساقه اليسرى، الأول لإرنستو “تشي” جيفارا، الذي تأثر بنضاله بسبب البيئة التي نشأ فيها الأول، والثاني للشخص الذي منحه فرصة أخرى للحياة، وحماه من الموت في الشوارع مثل المدمنين، وهو كاسترو.
كان كاسترو زعيمًا لكوبا منذ ثورة عام 1959 حتى تقاعده عام 2008، وفي عام 1986 بعد فوز الأرجنتين وبطلها التاريخي مارادونا، بكأس العالم، زار الأخير كوبا لأول مرة، والتقى الثنائي وتبادلا أطراف الحديث، وأهدى مارادونا فيدل قميصه رقم 10.
وبعد ما يقرب من 14 عاما، تجدد اللقاء مرة أخرى، لكن هذه المرة مارادونا ليس بطلا، بل معتزل ومدمن للكحول والمخدرات، ومطرود من نابولي بعد فشله في اختبار المنشطات.
وعرض كاسترو على أسطورة كرة القدم استخدام عيادة لا بيدريرا في كوبا لعلاج مشاكله، وبالفعل أمضى الأرجنتيني أربع سنوات في كوبا يعالج إدمانه، وكان فيدل يزور مارادونا صباحًا للحديث معه عن الرياضة والسياسة، ويشجعه على التخلص من إدمانه.
واعترف مارادونا نفسه بأن تدخل فيدل أنقذ حياته، وقال عنه كاسترو: “دييجو صديق عظيم ونبيل للغاية، ولا شك أنه رياضي رائع، وقد حافظ على صداقته مع كوبا دون أي مكاسب مادية”.
وعندما توفى كاسترو، في 25 نوفمبر 2016، قال مارادونا: “كان بمثابة أبي الثاني لي. لقد فتح لي أبواب كوبا عندما كانت الأرجنتين تُغلقها، وكان يتصل بي في كثير من الأحيان في الصباح الباكر للحديث عن السياسة أو الرياضة وتشجيعي على المضي قدما نحو التعافي الكامل”، وأضاف باكيا: “قال إنني أستطيع فعلها، وفعلتها. وها أنا ذا أتحدث عنه. هذه أفضل ذكرى لي عنه”.
وفي نفس اليوم 25 نوفمبر بعد 4 سنوات 2020، لحق مارادونا برفيقه الذي وشم صورته على ساقه، ليرحل أسطورة الأرجنتين وبعد عامين، يحقق منتخب بلاده لقب كأس العالم الغائب منذ اللقاء الأول مع صديقه، أي منذ 36 عاما.
اقرأ أيضًا:
“مجال قذر”.. لاعب الزمالك الأسبق يثير الجدل بهذا المنشور
موعد مباراة الزمالك الودية اليوم