أكد وزير الصحة د. أحمد العوضي أن الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم تمثّل رسالة عن العطاء والوفاء واستذكار الأدوار البطولية للشهداء الأبرار الذين ضحّوا بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن، كما تعبّر عن اللّحمة الوطنية بين كل القطاعات الحكومية والعسكرية والأهلية والمواطنين والوافدين، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني وتضافر جهود الجهات كافة.
ودشّن العوضي اليوم الحملة التي أقيمت تحت شعار «معاً للأبد سوراً للوطن 10»، تزامناً مع الذكرى الـ 35 للغزو الصدامي الغاشم لدولة الكويت، وإجلالاً وتخليداً لتضحيات الشهداء الأبرار وتأكيداً على تماسك المجتمع الكويتي ووحدته.
وقال إن «التبرع بقطرة دم يمثّل إنقاذا لحياة إنسان، ونحن في وزارة الصحة ندعو الجميع إلى التبرع في كل مراكز الدم، سواء في بنك الدم المركزي بالجابرية أو في مختلف بنوك الدم التابعة للوزارة»، خصوصاً أن التبرع هو رسالة وفاء وعطاء لزيادة المخزون الاستراتيجي للدم.
وأشار إلى وجود 32 ألف كيس دم وصفائح «ونطمح لزيادة هذا العدد من خلال الحملات الوطنية القائمة على مدار العام»، مبيناً أنه خلال نحو ساعتين من انطلاق الحملة تم تجميع أكثر من 100 كيس دم، وهو عدد غير مسبوق، متقدماً بالشكر والتقدير للمواطنين من السلك العسكري الذين حضروا في اللحظات الأولى للحملة. وقال إن الحملة مستمرة حتى غد السبت.
شراكة مجتمعية
من جانبه، قال مساعد المدير العام للإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني في وزارة الداخلية، العقيد يوسف مرشد، في تصريح صحافي، إن مشاركة الوزارة بكل قطاعاتها في هذه الحملة ليست الأولى، إيماناً من «الداخلية» بمبدأ الشراكة المجتمعية ورفع المخزون الاستراتيجي للدم بالتعاون مع وزارة الصحة.
وأوضح مرشد أن الحملة تتزامن مع الذكرى الـ 35 للغزو الغاشم، ونستذكر من خلالها أبناء الكويت البررة والشهداء الكرام الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على الوطن، لافتاً إلى أن دور وزارة الداخلية لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يمتد أيضاً إلى الجانبين الإنساني والاجتماعي.
ومن خلال منتسبي الوزارة من النساء والرجال، أعرب عن الأمل في أن يعود هذا المخزون من الدم الذي يتم التبرع به بالفائدة في إنقاذ الأرواح «وهي رسالة لتعزيز مفهوم ثقافة التبرع بالدم لإبراز القيم الإنسانية النبيلة وإنقاذ الأرواح».
قيم نبيلة
من جهتها، قالت مديرة إدارة خدمات نقل الدم بوزارة الصحة، د. ريم الرضوان، إنه تم إطلاق الحملة قبل 10 سنوات، بهدف نشر وتعزيز ثقافة التبرع بالدم الذي يشكّل دعامة أساسية لإنقاذ الأرواح واعترافا بقيمة التبرع الطوعي بالدم وإبراز القيم الإنسانية النبيلة في الإيثار تجاه الغير.
وأوضحت الرضوان أن مثل هذه الحملات تأتي استكمالا للحملات المستمرة على مدار العام التي تقوم بها وزارة الصحة تفعيلا للشراكة المجتمعية، وتعزيزا لمبدأ التكافل الاجتماعي والوعي بأهمية التبرع بالدم لتعزيز المخزون الاستراتيجي لدى بنك الدم.
وذكرت أن الحملة تتزامن مع ذكرى الغزو الغاشم لدولة الكويت، ونستحضر من خلالها دور شهدائنا الأبرار الذين ضحّوا بدمائهم دفاعا عن تراب الكويت، وتشجيعا للمشاركة المجتمعية مع المؤسسات المختلفة، مبينة أنه لا يوجد أفضل من التبرع بالدم لإنقاذ أرواح هي في أشد الحاجة إلى كل قطرة دم.
وأكدت السعي إلى تعزيز الوعي بالحاجة إلى التبرع بالدم وتنظيم الحملات على مدار العام، منوهة بالمشاركة الفعالة في الحملة للسلك العسكري ممثلا بوزارتَي الدفاع والداخلية والحرس الوطني، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية والخاصة، بما يعكس روح التكاتف المجتمعي ويسهم في نشر ثقافة التبرع بالدم كقيمة إنسانية.
وقالت إن الإدارة تحرص في كل المناسبات على نشر ثقافة التبرع والتشجيع عليه، موضحة أن حصيلة الحملة في بدايتها كانت تصل الى نحو 300 كيس، وفي دورتها التاسعة حققت خلال يوم واحد 500 كيس دم، مشيرة إلى أن الحملة الحالية مستمرة 3 أيام.
وأشارت إلى أن الحملة تحقق زيادة سنوية قد تصل الى 4 بالمئة، وتم العام الماضي تجميع نحو 95 ألف وحدة من أكياس الدم، وهناك تزايد منذ افتتاح فروع أخرى لبنوك الدم وتكثيف الحملات على مدار العام.
الجابر خلال المشاركة بالحملة
الجابر: واجب إنساني
شارك الجيش الكويتي في حملة التبرع بالدم، في إطار تعزيز مبادئ التكافل الاجتماعي وترسيخ القيم الوطنية.
وتقدّم المشاركين نائب رئيس الأركان العامة للجيش اللواء الركن الطيار صباح الجابر إلى جانب منتسبي الجيش من ضباط وضباط صف وأفراد، تجسيداً لدور المؤسسة العسكرية في دعم المبادرات الإنسانية والوطنية.
وأكد الجابر أن مشاركة منتسبي الجيش في هذه الحملة الوطنية تأتي انطلاقاً من الواجب الإنساني، والسعي الدائم إلى الإسهام في دعم الجهود الوطنية، من خلال تعزيز المخزون الاستراتيجي لبنك الدم، بما يُسهم في تلبية الاحتياجات الطبية وتوفير الرعاية للمواطنين والمقيمين.
وشدد على أهمية تعزيز ثقافة التبرع بالدم بين جميع منتسبي المؤسسة العسكرية، لما تمثله من قيمة إنسانية ووطنية.
المصدر: جريدة الجريدة