فيصل محمد صالح


 

فشل الطريقة الترامبية

أفق بعيد

فيصل محمد صالح

العجلة وغياب التحضير الجيد، انعدام الخبرة والمعرفة العميقة بالشأن السوداني وتعقيداته، صراع المصالح الكبرى، هذه هي اسباب فشل اجتماع الرباعية في واشنطون، والذي كان من المفترض أن يضم وزراء حار جية واشنطون والرياض والقاهرة وأبوظبي.

سبق لعدم التحضير والإعداد الجيد أن أفشل مؤتمر لندن في مايو الماضي، رغم افتراض توفر الخبرة التاريخية لحارجية المملكة المتحدة بالشأن السوداني، لكن يبدو أن عجلة هذه الخبرة نوقفت عند الماضي ولم تستوعب المستجدات في الساحة السياسية السودانية.

وها هي نفس الاسباب تلغي اجتماع الرباعية، فقد ظن سادة واشنطون أن الطريقة الترامبية التي تم بها “لفلفة” أزمة الكونغو رواندا، وكمبوديا تايلاند، ستنجح في السودان. وسبب هذا الاعتقاد افتقاد الإدارة الامريكية لخبراء حقيقيين على المام بالشأن السوداني وتعقيداته المحلية والاقليمية والدولية.

وواحدة من الأسباب المرتبطة بعدم القراءة والتحضير الجيدين هو القفز للنهايات بطرح قضايا غاية في التعقيد، بينما كان من الممكن حصر أجندة المرحلة الاولى من الحوار في وقف الحرب وفتح طرق توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين، وهذا لو تم سيكون نجاح كبير للإدارة الامريكية والدول المشاركة في الاجتماع.

ثم في مرحلة قادمة يمكن مناقشة الوضع السياسي المرتقب ومستقبل ومصير الاطراف الاخرى العسكرية والمدنية، وهنا لا يمكن أن تنفرد هذه الدول أو غيرها، في مناقشة هذا الأمر في غياب الاطراف المدنية السودانية. موضوع الوكالة هنا لا يجوز طالما أن الأصل موجود ويمكنه الاشتراك في المناقشات.

هناك حديث كثير عن أن هذا الأمر سوداني داخلي ويجب مناقشته بين السودانيين وحدهم وبغير وجود أجنبي. هذا حديث غير واقعي وغير منطقي. يحتاح السودانيون في هذه المرحلة لوسطاء أقوياء ومؤثرين يقنعونهم بوقف الحرب والجلوس للتفاوض، ثم بعد ذلك يمكن القول بأن المستقبل يجب أن يقرره السودانيون وحدهم.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.