أمد/ نيويورك: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نُشر يوم الجمعة، إن القوات الإسرائيلية أقامت نظاما “عسكريا معيبا” لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى “حمام دم” و”مصيدة للموت”، وأكدت أن “عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب”.
وأضافت المنظمة أن “الوضع الإنساني الكارثي في غزة هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب، وهو جريمة حرب، فضلا عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية”.
وتؤكد الأمم المتحدة أنه بعد 22 شهرا من حرب الإبادة، بات قطاع غزة مهددا “بالمجاعة على نطاق واسع”، ويعتمد كليا على المساعدات الإنسانية التي تُنقل في شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو.
وبعد أن فرضت حصارا شاملا على القطاع لمنع دخول المساعدات، مطلع آذار/مارس، متسببة بنقص حادّ في الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، سمحت إسرائيل، في نهاية أيار/مايو، بدخول بعض المساعدات لتقوم بتوزيعها “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.
وتابعت هيومن رايتس ووتش أنه “وقعت حوادث أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا بشكل شبه يومي في مراكز توزيع المساعدات الأربعة التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية”.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن “ما لا يقل عن 859 فلسطينيا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من هذه المراكز التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، بين 27 أيار/مايو و31 تموز/يوليو، معظمهم قتلهم الجيش الإسرائيلي وفقا للأمم المتحدة”.
في حصيلة محدثة، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، اليوم، أن 1373 فلسطينيا قُتلوا، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة منذ ذلك التاريخ.
وقالت نائبة مدير قسم الأزمات والصراعات في هيومن رايتس ووتش، بلقيس ويلي، في التقرير إنه “لا تقوم القوات الإسرائيلية بتجويع المدنيين الفلسطينيين في غزة عمدا فحسب، بل إنها تطلق النار يوميا على أولئك الذين يحاولون بشكل يائس تأمين الطعام لعائلاتهم”.
وأضافت أن “القوات الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة والمتعاقدين من القطاع الخاص، أنشأت نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات الإنسانية حوَّل عمليات توزيع المساعدات إلى حمام دم”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه “بدلا من تأمين الغذاء للسكان في مئات المواقع التي يمكن الوصول إليها في مختلف أنحاء غزة، فإن آلية التوزيع الجديدة التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية تفرض على الفلسطينيين عبور مناطق خطيرة ومدمرة”.
ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم إن “القوات الإسرائيلية تشرف على تنقل الفلسطينيين إلى المواقع من خلال استخدام الذخيرة الحية”.
وتابع التقرير أنه “داخل هذه المراكز يتم توزيع المساعدات بشكل عشوائي وغير منظم مما يترك في أكثر الأحيان الأكثر ضعفا وهشاشة دون طعام”. وأكد التقرير على ضرورة “التخلي عن مصائد الموت” هذه التي تدعمها الولايات المتحدة.
في الخلاصة تدعو هيومن رايتس ووتش “الدول الأخرى إلى الضغط على السلطات الإسرائيلية للتوقف فورا عن استخدام القوة القاتلة ضد المدنيين الفلسطينيين للسيطرة على الحشود ورفع القيود غير القانونية والصارمة المفروضة على توزيع المساعدات الإنسانية وتعليق العمل بنظام التوزيع المعيب هذا”.