أمد/ واشنطن: دفعت الاحتجاجات الدولية، إثر صور الأطفال الهزيلين وتزايد التقارير عن وفيات ناجمة عن الجوع، إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. هذا الأسبوع، أوقفت إسرائيل القتال في أجزاء من غزة وألقت مساعدات غذائية جواً.
لكن جماعات الإغاثة والفلسطينيين يقولون إن التغييرات كانت تدريجية فقط وليست كافية لعكس ما يقول خبراء الغذاء إنه ” أسوأ سيناريو للمجاعة” الذي يتكشف في الأراضي التي مزقتها الحرب. حسب تقرير لوكالة “أسوشيتيد برس“
أدت الإجراءات الجديدة إلى زيادة عدد شاحنات المساعدات الداخلة إلى غزة. لكن لا يصل منها تقريبًا أي شيء إلى مخازن الأمم المتحدة للتوزيع.
بدلاً من ذلك، تُجرّد جميع الشاحنات تقريبًا من حمولتها على يد حشودٍ تغمرها على الطرق أثناء انطلاقها من الحدود. تتألف هذه الحشود من مزيج من الفلسطينيين المتعطشين للطعام، وعصاباتٍ مسلحة بالسكاكين والفؤوس والمسدسات، تنهب البضائع ثم تُخزّنها أو تبيعها.
في الأيام القليلة الماضية، شوهدت شاحنات وطائرات المساعدات وهي في طريقها إلى قطاع غزة، في محاولة لتخفيف حدة المجاعة المتفشية، بعد سماح إسرائيل بدخول المزيد منها إلى القطاع المحاصر نتجية ضغوط دولية، إلا أن ما يدخل يومياً يبقى بحسب اء يبقى دون المستوى المطلوب لإنهاء “أسوأ سيناريو للمجاعة” في المنطقة المنهكة من الحرب الطويلة.
ويقول التقرير، إن منظمات الإغاثة والفلسطينيين في غزة يرون أن هذه التغييرات كانت تدريجية فقط، وليست كافية لعكس ما يصفه خبراء الأغذية بأنه “أسوأ سيناريو للمجاعة” في القطاع.
وأدت الإجراءات الجديدة إلى زيادة طفيفة في عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة. لكن لا يصل أي منها تقريباً إلى مستودعات الأمم المتحدة للتوزيع.
صراع اليائسين وأصحاب النفوذ
وبدلاً من ذلك، تُجرد جميع الشاحنات تقريباً من حمولتها بسبب حشود تهاجمها على الطرق أثناء انطلاقها من الحدود. وتتكون هذه الحشود من مزيج من الفلسطينيين المتلهفين للحصول على الطعام، و”عصابات مسلحة بالسكاكين والفؤوس والمسدسات، تنهب البضائع لتخزينها أو بيعها”، حسب تقرير للوكالة.
كما قُتل الكثيرون أثناء محاولتهم الاستيلاء على المساعدات، ويقول شهود عيان إن القوات الإسرائيلية غالباً ما تطلق النار على الحشود المحيطة بشاحنات المساعدات، وأفادت المستشفيات بمقتل وجرح المئات.
واستُؤنفت عمليات الإنزال الجوي الدولية للمساعدات، لكن منظمات الإغاثة تقول إنها لا تنقل سوى جزء ضئيل مما تستطيع الشاحنات نقله.
ومن الأسباب الرئيسية لعدم كفاية المساعدات لجميع المحتاجين في غزة القيود المفروضة منذ فترة طويلة على دخولها والتي خلقت بيئة غير متوقعة، وعلى الرغم من أن توقف القتال قد يسمح بدخول المزيد من المساعدات، إلا أن الفلسطينيين غير واثقين من وصولها إليهم.
وصرحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أولغا شيريفكو، “لقد أدى هذا إلى تفريغ العديد من قوافلنا مباشرةً من قِبل أشخاص يتضورون جوعاً ويائسين، إذ لا يزالون يواجهون مستويات عميقة من الجوع ويكافحون لإطعام أسرهم”.
وأضافت، أن “الطريقة الوحيدة للوصول إلى مستوى من الثقة هي من خلال تدفق مستمر للمساعدات على مدى فترة من الزمن”.
وقالت شيريفكو، إن هناك “تحسينات طفيفة” في الموافقات التي يمنحها الجيش الإسرائيلي لتحركات الهيئات الأممية، و”انخفاضاً في أوقات الانتظار” للشاحنات على طول الطريق.
وزادت، أن بعثات الإغاثة “لا تزال تواجه قيوداً”. ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، إن تأخير الموافقات العسكرية يعني بقاء الشاحنات خاملة لفترات طويلة، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يقيد المسارات التي يمكن للشاحنات أن تسلكها على طريق واحد، مما يُسهّل على الناس معرفة وجهة الشاحنات.
الأقوى يبقى
وقال أنطوان رينارد، الذي يُدير عمليات برنامج الغذاء العالمي في غزة والضفة الغربية المحتلة، يوم الأربعاء، إن الأمر استغرق ما يقرب من 12 ساعة لإدخال 52 شاحنة على طريق يبلغ طوله 10 كيلومترات (6 أميال).
وأكد محمد شحادة، المحلل السياسي من غزة والزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن “الحصول على المساعدات أصبح مسألة بقاء للأقوى. وأضاف: “إنها ديستوبيا داروين، الأقوى يبقى”.
وقال سائق شاحنة يوم الأربعاء، إنه نقل إمدادات غذائية أربع مرات من معبر زيكيم على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وفي كل مرة، كانت حشود بطول كيلومتر واحد تُحاصر شاحنته وتُصادر كل ما عليها بعد عبوره نقطة التفتيش على أطراف المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
فيديو طائرات تحمل مساعدات نفذت عمليات إنزال على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة#أمد_للإعلام pic.twitter.com/scWIbGXyyf
— amad أمد للإعلام (@MediaAmad) August 1, 2025