أمد/ نيويورك: بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، اليوم الجمعة، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الباكستان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منوها الى مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ارتكابها إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 21 شهرا ، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها ميليشيات المستعمرين المسلحة، إرهاب الفلسطينيين في بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، أشار منصور الى أن حملة الاستعمار والضم الإسرائيلية المتواصلة منذ عقود في فلسطين قد بلغت ذروتها بداءً بمواصلة توسيع المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين، وإعلان وزراء الحكومة الإسرائيلية العلني عن خطط التطهير العرقي وضم غزة، وانتهاء باعتماد الكنيست الإسرائيلي، في 23 تموز/يوليو، اعلانا يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية، والذي يعد انتهاكا صارخا آخر للقانون الدولي، بما في ذلك الحظر الذي يفرضه ميثاق الأمم المتحدة على الاستيلاء على الأراضي بالقوة، واتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، وازدراءً صارخا للآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية. وشدد منصور على أن إسرائيل ليست صاحبة السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، مؤكدا أن وجودها وجميع إجراءاتها الرامية إلى ضم أرضنا، وتهجير شعبنا قسرا، وحرمانه من حقوقه، بما في ذلك حقه في الحياة وتقرير المصير والعودة والاستقلال، تعتبر غير قانونية ويتوجب وقفها، بما في ذلك أي إجراءات لفرض السيادة على أرضنا.
كما أشار منصور الى ان عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة خلال الأشهر العشرين الماضية قد تجاوز 200,000 فلسطيني، ما بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفي الضفة الغربية، اقترب عدد الشهداء بسرعة من 1,000 فلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أو المستعمرين.
ونوه منصور أيضا الى استشهاد أكثر من 80 طفل في غزة، من بين 113 شخص بسبب سوء التغذية، نتيجة تعمد إسرائيل تجويعهم، من خلال حرمان غزة من أساسيات الحياة، بما في ذلك الطعام والماء، وأشار كذلك الى تصريحات المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات والتي وصفت ما يحدث في غزة بـ”الإبادة ضد النساء”، مؤكدةً أن النساء والفتيات يشكلن 67% من الشهداء منذ أكتوبر 2023، ومشيرةً أيضا الى أن انهيار النظام الصحي في غزة، يحرم أكثر من 150 ألف امرأة حامل ومرضعة من الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
كما تطرق منصور الى استمرار إسرائيل في ممارسة العقاب الجماعي الشامل ضد السكان وفرض قيود صارمة على وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كسلاح حرب، وذبح طالبي المساعدة، وإعدام الأطباء، منوها الى استشهاد ما لا يقل عن 70 طبيب ومسعف منذ مارس 2025، فضلا عن استشهاد ما لا يقل ما عن 1060 فلسطيني، واصابة 7207 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية.
كما أشار الى أن إسرائيل تواصل ارتكاب هذه الجرائم رافضةً بشكل صارخ دعوات المجتمع الدولي ومطالبه، إضافة الى استهدافها للصحفيين الفلسطينيين، بالتزامن مع هجماتها المتواصلة على الأمم المتحدة.
وأشار منصور الى استمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في اجبار مجتمعات فلسطينية بأكملها في الضفة الغربية، على ترك أراضيها بالقوة، اذ يواصل المستعمرون الارهابيون، بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ترهيب المدنيين الفلسطينيين وقتلهم واصابتهم، ومنوها، في هذا السياق، الى استشهاد الشابين سيف الله كامل مسلط (20 عاما) ومحمد شلبي (23 عاما) في سنجل بتاريخ 11 تموز/يوليو.
واختتم منصور بالتأكيد على أن الوقت قد حان لفرض وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإرسال قوة حماية دولية إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، وتسريع وصول المساعدات الإنسانية، ووقف ضم الأراضي الفلسطينية. كما ناشد جميع الدول اغتنام الفرصة التاريخية لانعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، لتحويل الوعود والتعهدات إلى أفعال من أحل وقف الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين بشكل نهائي، وتحقيق العدالة والسلام والأمن.