أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ659 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

وتحوّلت مناطق توزيع المساعدات إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل مزيد من المدنيين الباحثين عن الغذاء والماء، في وقت بلغ فيه عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب.

في اليوم الـ131 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أفادت مصادر طبية، بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,676 شهيدا، و143,965 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقالت في بيان، يوم الجمعة، إن من بين الحصيلة 8,527 شهيدًا، و31,924 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشارت إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات بلغ 9 شهداء وأكثر من 45 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,092 شهيدًا وأكثر من 7,320 إصابة.

وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 89 شهيدا ) بينهم 9 شهداء جرى انتشالهم)، و467 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

أفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 52 شخصا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ فجر الجمعة.

وأكدت مصادر صحفية في غزة باستشهاد 12 مواطنا على الأقل وأكثر من 150 مصابًا جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي قطاع غزة.

 وأفادت مصادر صحفية في غزة باستشهاد الرضيعة زينب أبو حليب (6 أشهر) في مستشفى ناصر في خانيونس بسبب التجويع وسوء التغذية.

ارتفع عدد شهداء التجويع في قطاع غزة إلى 122 شهيدا، عقب ارتقاء 9 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقالت مصادر طبية، يوم الجمعة، إن من بين شهداء سياسة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة 83 طفلا، بعد أن أعلن صباحا عن استشهاد طفل بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع.

يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة للمستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية

يذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

 استشهد ما لا يقل عن 8 مواطنين، وأصيب العشرات بجروح ما بين خطيرة وحرجة، إثر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة مكتظة بالنازحين في مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت مدرسة القاهرة في شارع الثورة غرب مدينة غزة، والتي تؤوي مئات النازحين، ما أسفر في حصيلة أولية عن استشهاد 8 مواطنين، وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال.

 استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، يوم الجمعة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 3 مواطنين جراء قصف الاحتلال منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة.

وأضاف، أن طائرات الاحتلال شنت غارتين منفصلتين على حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح، فيما استشهد مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين قرب مسجد صلاح الدين بحي الزيتون جنوب شرق غزة.

كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال مدرسة الرمال غرب مدينة غزة وخيمة تؤوي نازحين في محيط منطقة المسلخ غرب مدينة خان يونس.

وأطلقت زوراق الاحتلال الحربية عدة قذائف صوب شاطئ بحر مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على المناطق الشرقية لأحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة.

مفاوضات وقف إطلاق النار

 أكدت جمهورية مصر العربية ودولة قطر تواصل جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى. 

وأشارت الدولتان إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة.

ودعت الدولتان إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشدد على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات. 

ودعت الدولتان وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسئولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دوراً في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع.

كما أكدت الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية على التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة، إن حركة حماس لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وتابع ترامب عن حماس في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض: أعتقد أنهم “سيسقطون” وستصبح الآن “تحت الملاحقة”.

كلماته لا وزن لها

وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن “ما أعلنه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية لا ثقل له وكلماته لا وزن لها”.

وأكد ترامب “عائلات الأسرى الإسرائيليين طلبت مني المساهمة في إعادة أبنائها بمن فيهم الأموات وفعلنا ذلك، وأضاف” تحدثت مع نتنياهو بشأن إرسال مساعدات لغزة لكنني لن أخوض في التفاصيل”.

الإدارة الأميركية قررت استدعاء فريقها

وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من إعلان مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأن الإدارة الأميركية قررت استدعاء فريقها التفاوضي إلى البلاد لإجراء مشاورات عقب تقديم حماس لأحدث المقترحات.

وقال ويتكوف في منشور على منصة “إكس”، إن رد حماس على المقترح الأخير “يُظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار”. مضيفا: “رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لا يبدو أن حماس حسنة النية. سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة”.

حماس تستغرب تصريحات ويتكوف

في المقابل، عبرت حماس عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، مشددة على حرصها على مواصلة المحادثات بشأن اتفاق محتمل.

وأكدت حماس في بيان “حرصها على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يُساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار”.

شاركها.