عاد أمين إمنير، رئيس جمعية أفتاس للتنمية والتضامن، ليشد أنظار المغاربة، خاصة مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي منهم، من خلال تأكيده على مواصلته النشاط الذي بدأه قبل بضع سنوات.
وتوجّهت الأنظار مؤخرا صوب إمنير الذي تكفل بإطلاق نداءات رقمية من أجل استكمال مشروع فك “العزلة الطرقية” عما يصل إلى 28 دوارا بمنطقة سكساوة، الواقعة بإقليم شيشاوة بجهة مراكش آسفي.
ويتعلق الأمر، وفق أشرطة فيديو بثها الناشط الجمعوي ذاته، بشق مقطع طرقي واقع بمنطقة جبلية قُدّرت تكلفته الإجمالية بما يصل إلى مليونيْن و100 ألف درهم، أي حوالي 210 ملايين سنتيم، وتم خلال مدة عام تقريبا جمع 110 ملايين من المبلغ الإجمالي.
وأبرز المصدر ذاته أن “فك العزلة وتسهيل وصول الدواوير المذكورة إلى مركز إمينتانوت كان يستوجب الاحتكام إلى استخدام مواد شديدة الانفجار ومُكلّفة، مادام أن الأمر يتعلق بتضاريس جبلية ووعرة يصعب التعامل معها بوسائل بسيطة”.
واستحسن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المبادرة الجديدة التي “يُتوقع أن تُحدث أثرا تنمويا في المستقبل بمنطقة سكساوة”، خاصة وأنها تمثل نموذجا جديدا من العمل الخيري الذي يخرج من “دائرة الاستعجال واللحظية” ليفتح الباب أمام تجاوز عوائق تنموية.
وأوضح أمين إمنير أن “الأمر يتعلق بمشروع خيري لا يزال يتلقى تبرعات المحسنين ويجري تنفيذه بالمنطقة ذاتها بتعاون مستمر مع السلطات وجمعيات المجتمع المدني الممثلة لحوالي 28 دوارا، ومن شأن هذه العملية أن تسهل التنقل على الساكنة المحلية”.
وأفاد الفائز بجائزة “صناع الأمل” بالإمارات العربية المتحدة السنة الماضية، في تصريح لهسبريس، بأن “هذا المشروع الخيري، الذي يعود الفضل فيه لمحسنين، يعتبر من بين أبرز المشاريع التي أشرفنا عليها، لا سيما من ناحية الميزانية التي يحتاجها”.
وسجّل المتحدث “الحاجة إلى إعطاء دينامية جديدة للعمل الخيري والإحساني بالمغرب، من خلال بدء الانفتاح على مشاريع كبرى تروم تحقيق عوائد تنموية، عوضا عن حصر الاشتغال على ملفات قد تبدو استعجالية ولا يمكن أن تحقق الحد المطلوب من الاستفادة”.
وجوابا عن الأسئلة المطروحة بشأن تراجعه عن اعتزال النشاط الجمعوي، كشف رئيس جمعية أفتاس للتنمية والتضامن أنه كان يخطط للتواري عن الأنظار أو تسجيل توقف زمني حتى يتمكن من جمع مليار سنتيم لتمويل مشاريع مختلفة تشمل طرقاً وحفر وتجهيز آبار وبناء منازل لبعض المتضررين من زلزال الحوز.
ولم يخف أيضا أنه كثيرا ما وجد نفسه أمام “ضغط متواصل من طلبات المواطنين والمحتاجين، باختلاف مشاكلهم، سواء بالشارع العام أو بمقر سكناه”، مردفا: “دائما ما أطرح خيار العودة إلى الوراء ودفع الجمعية أو بعض من شركائي يتكلفون بإدارة المبادرات الخيرية التي نشرف عليها، وهذا أمر ممكن، مادام أن التكفل شخصيا بكل العمليات يحتاج التفرغ الكلي والالتزام الدائم”.
وجدّد المتحدث التأكيد على أن “تدبير مختلف المبادرات الخيرية التي تسهر عليها الجمعية يتم بتنسيق مع السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني بمختلف الأقاليم، مادام أن العمل بشكل أحادي صعب”، مشددا على “الفارق والأثر الإيجابي الذي يمكن للعمل الخيري أن يصنعه بالمغرب، شريطة تقدير ثقة المحسنين والمساهمين”.
المصدر: هسبريس