أمد/  غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ656 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ128 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

أكدت منظمة “اليونيسف” أن المجاعة تنتشر في غزة، وأن مستويات سوء التغذية القاتلة بين الأطفال وصلت إلى درجات كارثية، في ظل نقص حاد في الغذاء، وندرة المياه النظيفة، وصعوبات كبيرة في إيصال المساعدات الإنسانية.

وأعلن جيش الاحتلال إصابة جندي من لواء “غولاني” بجروح خطيرة بصاروخ مضاد للدروع في دير البلح وسط القطاع، بالإضافة إلى ضابط وجندي بجروح خطيرة وآخر بجروح متوسطة بتفجير عبوة ناسفة في رفح جنوبي القطاع.

سياسيا، أعلنت حركة حماس أنها تتعاطى بإيجابية مع المقترحات التي تقدمها الأطراف الوسيطة، وتناقشها مع القوى والفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان.

ارتفاع حصيلة الضحايا

ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59.106 شهداء، و142,511 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأوضحت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، أن من بين الحصيلة 8,268 شهيدًا، و30,470 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 77 شهيدا و376 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد 5 مواطنين بينهم 3 أطفال، عصر اليوم الثلاثاء، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مجموعة مواطنين في مدينة غزة.

وقالت مصادر محلية إن 5 شهداء، بينهم 3 أطفال ارتقوا عقب استهداف طيران الاحتلال مواطنين بالقرب من مسجد علي ابن أبي طالب بحي الزيتون في مدينة غزة.

 أعلنت مصادر طبية، أن 21 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في مختلف مناطق قطاع غزة، خلال 72 ساعة الماضية.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن هذه الوفيات وصلت إلى مستشفيات غزة، وشهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وناصر في خان يونس.

ونوهت إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة للمستشفيات في غزة، ونحن مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة.

وأشارت إلى أن 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.

وأكدت أن حياة مرضى السكري والكلى مهددة بسبب سوء التغذية، ويتعرضون لنوبات شديدة جراء التجويع الذي يمارسه الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة.

 استشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، جراء استهداف الاحتلال خان يونس والبريج، جنوب ووسط قطاع غزة.

وافادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة مواطنين، جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال شن هجماتها العنيفة على مختلف مناطق القطاع.

كما أدى قصف منزل تعود ملكيته لعائلة أبو سل في بلوك 12 بمخيم البريج وسط القطاع إلى استشهاد الشقيقين بشار كمال أبو سل وبيان كمال أبو سل، وسقوط عدد من الجرحى، في مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم اليومية المرتكبة بحق المدنيين.

واستشهد مواطنان وأصيب العشرات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات الشاكوش شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وهما: محمد مازن بصلة، وعامر سامي السويركي.

وفي تطور مأساوي، أعلنت مصادر طبية في غزة صباح الثلاثاء، استشهاد الطفلين يوسف الصفدي من شمال القطاع، وعبد الحميد الغلبان من خان يونس، نتيجة سوء التغذية والمجاعة، في ظل الحصار المشدد وانهيار المنظومة الصحية.

وذكرت ذات المصادر أن23  مواطناً، بينهم أطفال، فارقوا الحياة خلال اليومين الماضيين في مناطق متفرقة من القطاع بسبب المجاعة وسوء التغذية، مع تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة منع إدخال المساعدات الغذائية والطبية.

استشهد 7 مواطنين، وأصيب آخرون، صباح يوم الثلاثاء، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات الإنسانية، قرب “محور نتساريم” جنوب مدينة غزة.

استشهد مواطنان، وأصيب آخرون، صباح يوم الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منطقة الحكر جنوب مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

وفجر الثلاثاء، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة في قصف خيام النازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد نحو 16 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات.

وتواصل طائرات الاحتلال الحربية قصف المناطق الشرقية لبلدة جباليا، وحي التفاح بمدينة غزة، وآلياتها العسكرية تطلق نيران رشاشاتها الثقيلة شمال المحافظة الوسطى.

وبالتزامن مع ذلك، نسفت قوات الاحتلال عددا من منازل المواطنين في مناطق عدة شمال القطاع.

والليلة الماضية، استشهد نحو 11 مواطنا من منتظري المساعدات في المكان نفسه، ما ينذر بخطورة ما يتعرض له المجوعون في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث باتت نقاط توزيع المساعدات مصايد للموت.

أعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، فجر يوم الثلاثاء، عن وصول 14 شهيدًا و25 مصابًا إلى المستشفى، جرّاء قصف شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف خيام النازحين في المنطقة الشمالية من مخيم الشاطئ غرب المدينة.

وأكدت المصادر أن من بين الشهداء والمصابين عددًا من الأطفال والنساء، في مجزرة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة بحق المدنيين في قطاع غزة.

ووفق مصادر طبية في القطاع، فإن إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات قد ارتفع إلى أكثر من 1,021 شهيدا، ونحو 6,511 إصابة.

ووفق إحصائية غير نهائية حتى صباح الثلاثاء، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 59,029 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 142,135 مصابًا، وسط تحذيرات من استمرار وجود مئات الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل تعذر وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم بسبب القصف الكثيف وخطورة الأوضاع الميدانية.

مفاوضات وقف إطلاق النار

أعلنت حركة حماس أنها تتعاطى بإيجابية مع المقترحات التي تقدمها الأطراف الوسيطة، وتناقشها مع القوى والفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان.

وأكدت الحركة في بيان أنها تدرك محاولات الاحتلال لفرض شروطه من خلال المجازر، لكنها ملتزمة بالتفاوض بمسؤولية وسرعة، من أجل التوصل إلى اتفاق مشرف يحقق وقف العدوان، وإنهاء الإبادة، ورفع الحصار، وإعادة إعمار غزة، وضمان حياة كريمة لأهلها.

شاركها.