أمد/ لا نبحث عن إدانة، ولا نرغب في سجال… لكن أمام هذا الألم المفتوح منذ شهور، يصبح الصمت تواطؤًا، ويغدو السؤال حقًا.
في كل مرة يقترب فيها الحديث عن هدنة، تُولد في غزة بارقة أمل… ثم لا تلبث أن تُطفئها تفاصيل مؤجّلة، ومواقف غامضة، وبيانات مكررة.
بيان حركة حماس الأخير، الذي تحدّث عن جهودها للتوصل إلى اتفاق “مشرّف”، جاء محمّلًا بمفردات العاطفة، لكنه لم يقدّم إجابات واضحة للناس الذين سئموا التمنّي، ويتطلعون إلى الحقيقة.
ندرك تمامًا أن الاحتلال يماطل، ويبتز، ويضغط بكل أدوات الموت… لكن ما لا يجوز إنكاره أيضًا، أن هناك مسؤولية على من يملك القرار الفلسطيني اليوم، أن يكون واضحًا، حاسمًا، وصادقًا مع الناس.
الكرامة لا تتعارض مع المصارحة.
والمقاومة لا تُقاس فقط بصوت السلاح، بل بصوت الحكمة حين تصبح الأرواح على المحك.
في غزة لا وقت للانتظار، لا وقت للشعارات، ولا لرهانات طويلة.
الهدنة لم تعد خيارًا، بل حياة معلّقة على خيط قرار.
نرجو أن يكون البيان القادم أقرب إلى النبض منه إلى الشعارات، وأقرب إلى الناس منه إلى المنابر.