الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في مناطق “لم يعمل بها سابقاً” وسط غزة، وعشرات القتلى من الساعين للحصول على مساعدات
صدر الصورة، Reuters
-
- Author, عمر حسن
- Role, بي بي سي نيوز عربي
-
أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء وسط قطاع غزة، في منطقة “لم تعمل قواته فيها من قبل”.
وقال الجيش إن على الفلسطينيين الموجودين في المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح وسط قطاع غزة، مغادرة المنطقة “فوراً”، والتوجّه جنوباً نحو منطقة المواصي إلى الغرب من خان يونس.
وأوضح الجيش أن أوامر الإخلاء تشمل القاطنين في الخيام من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.
وقال مراسل بي بي سي لشؤون غزة، عدنان البرش، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية سبق وأن شملت بعض المناطق الشرقية لدير البلح، لكنها شملت هذه المرة المناطق الجنوبية الغربية التي كان الجيش الإسرائيلي يطالب السكان بالتوجّه إليها فيما سبق.
وأضاف مراسل بي بي سي، أن المنطقة المطلوب إخلاؤها مكتظة بالسكّان والنازحين، بالنظر إلى أنها كانت تُعد فيما سبق من “المناطق الإنسانية”.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وأشار مراسل بي بي سي إلى أن المنطقة المطلوب إخلاؤها متصلة بمنطقة المواصي التي طالب الجيش الإسرائيلي السكان بالتوجه إليها.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، خارطة توضح الأماكن المطلوب إخلاؤها، مؤكّداً أن الجيش الإسرائيلي سيوسع أنشطته إلى مناطق لم يعمل فيها من قبل.
وسبق للجيش الإسرائيلي أن شنّ غارات جوية في تلك المنطقة، لكنه لم ينشر من قبل قوات برية فيها.
أهمل X مشاركة
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة
وقال باسل العطّار، وهو صحفي من دير البلح، لبي بي سي، إن المنطقة التي طُلب إخلاؤها تمثل تقريباً نصف مساحة دير البلح، وتضم العشرات من مخيمات النازحين الذين نزحوا من شمال القطاع ومدينة رفح.
وأضاف خلال حديث مع بي بي سي: “الخبر نزل كالصاعقة على سكّان دير البلح الذين كانوا ينتظرون التوصّل إلى تهدئة، ليُفاجأوا بأوامر إخلاء واسعة”، مشيراً إلى عودة الحديث بين السكّان عن توجّه إسرائيلي لإقامة “محور كيسوفيم” الذي سيفصل حال إقامته دير البلح عن خان يونس.
وأشار العطّار إلى أن دير البلح كانت تُصنف “منطقة آمنة” قبل استئناف الحرب في مارس/آذار، وأن المنطقة المطلوب إخلاؤها جنوب غربي المدينة تُعد متصلة بمنطقة المواصي المحاذية لساحل البحر، موضحاً أن منطقة دير البلح تمثل مركزاً رئيسياً للمنظمات الدولية والإغاثية، وأن المنطقة المطلوب إخلاؤها تشمل بعض مخازن ومقرّات هذه المنظمات، إضافة إلى محطة تحلية مياه البحر الوحيدة في قطاع غزة.
صدر الصورة، Reuters
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن حصيلة من وصلوا إلى مستشفيات القطاع، ممن وصفتهم بـ “المجوعين منتظري المساعدات” ارتفع منذ فجر الأحد إلى 73 قتيلاً، بينهم 67 قُتلوا في المناطق الشمالية من القطاع، إلى جانب أكثر من 150 جريحاً.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن العشرات من القتلى والمصابين سقطوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه منتظري المساعدات بمنطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة.
فيما نقلت الوكالة عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه ينظر في آخر التقارير الواردة عن سقوط قتلى.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في وقت سابق ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى من بين الساعين للحصول على مساعدات إلى 922 شخصاً على الأقل منذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية العمل في القطاع.
وبدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” عملياتها في أواخر مايو/أيار في قطاع غزة عبر عدد من مراكز توزيع المساعدات.
وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية العمل مع المؤسسة بسبب مخاوف بشأن حيادها وغموض مصادر تمويلها.
وبعد أسابيع من التقارير شبه اليومية عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات وعن مشاهد الفوضى والتدافع، أقرّت المؤسسة بأن 20 شخصاً قضوا في حادث يوم الأربعاء قرب مركز تابع لها في جنوب غزة.
وأبلغت الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، أنها أحصت سقوط 875 قتيلاً من منتظري المساعدات منذ أواخر مايو/أيار، بمن فيهم 674 “قرب مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية”.
من جانبها، حمّلت حركة حماس في بيان إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عمّا وصفتها بـ “الجرائم التي تمثل استخداماً للمساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم”.
وطالبت الحركة بفتح بتحقيقٍ دولي عاجل “في الآلية الأمريكية الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات، والتي تحوّلت إلى آلية للقتل الممنهج للمدنيين”، على حدّ تعبيرها.
صدر الصورة، Reuters
وندد البابا لاوون الرابع عشر، الأحد، بـ “همجية” حرب غزة، داعياً إلى وقف “اللجوء العشوائي للقوة”، وذلك بعد أيام على ضربة للجيش الإسرائيلي أصابت كنيسة كاثوليكية في القطاع.
وفي ختام صلاة التبشير الملائكي، جدد البابا دعوته إلى الوقف الفوري لـ “همجية الحرب وأن يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع”، وذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص في القصف الذي طال الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، يوم الخميس.
وقال البابا، الذي تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غداة الهجوم على الكنيسة: “أعبر عن ألمي العميق حيال هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة”.
ووجه البابا نداء إلى المجتمع الدولي “من أجل ضمان القانون الإنساني وحماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي واللجوء العشوائي إلى القوة والتهجير القسري للسكان”.
وكانت الكنيسة تؤوي نحو 600 نازح، غالبيتهم من الأطفال، ومن بينهم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأعلنت إسرائيل من جانبها، أن الجيش يحقق في الضربة التي أصابت الكنيسة.
صدر الصورة، Reuters
وبالتزامن مع استمرار أزمة سوء التغذية وشح المواد الغذائية في قطاع غزة، أكدت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل، في وقت تدخل القطاع كميات شحيحة من المساعدات في ظل القيود الإسرائيلية.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأنه يرصد تزايد حالات “وفاة الأطفال الرضع نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية”، مؤكداً وفاة ثلاثة أطفال على الأقل خلال الأسبوع المنصرم.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، قوله إن حالات الوفاة هذه هي “نتيجة نقص التغذية، غياب الحليب، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية”.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أكّد مطلع يوليو/تموز الجاري أن سعر الدقيق أصبح أعلى بثلاثة آلاف مرة مما كان عليه قبل اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مدير البرنامج، كارل سكاو، الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري: “الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي”.
وكانت إسرائيل قد بدأت في الثاني من مارس/آذار، فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذي أُبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت إسرائيل دخول أي سلع حتى أواخر مايو/أيار، حين بدأت بالسماح بدخول عدد قليل من الشاحنات.
ومع نفاد المخزون الذي كان قد تجمع خلال فترة وقف إطلاق النار، تواجه غزة أسوأ نقص في الإمدادات منذ بداية الحرب قبل أكثر من 21 شهراً.
المصدر: صحيفة الراكوبة