أمد/ السيد الرئيس محمود عباس “أبو مازن”،
رئيس دولة فلسطين،
راعي المشروع الوطني،
تحية الوطن الجريح، وتحية الدم الفلسطيني الطاهر الذي لم يجف بعد على تراب غزة…
سيادة الرئيس،
نخاطبك لا من باب اللوم، بل من منطلق المسؤولية.
نكتب إليك لا بحبر الكلمات، بل بدموع الجياع، وصراخ الأطفال، وأنين الأمهات، وذهول الآباء الذين باتوا عاجزين عن توفير لقمة لأبنائهم.
غزة، يا سيادة الرئيس،
لا تعيش تحت الحصار فقط، بل ترزح تحت وطأة حرب إبادة شاملة.
لم يعد الموت في غزة يأتي من السماء فقط، بل أصبح يتسلل عبر أمعاء خاوية، ومشافٍ بلا دواء، وأكبادٍ ملوية من الجوع.
نعم، الجوع يا سيادة الرئيس… الجوع ينهش اللحم، ويبدد الكرامة، ويغتال الحياة على مهل.
السيد الرئيس،
نحن نعلم جيدًا أن يدك ليست مطلقة، وأن الظرف السياسي بالغ التعقيد، ولكننا نعلم أيضًا أن للقيادة موقفًا إذا اشتد الخطب، وللرئيس صوتًا إذا فُقِدت الأصوات.
لقد أصبح لزامًا عليك أن تخرج عن صمت الدولة، وأن تنطق باسم الشعب الذي فوضك يومًا، مؤمنًا بأنك راعٍ لوحدته، وصوتٌ لكل أبنائه، في الضفة والقدس وغزة.
لا يجوز، بل لا يُغتفر، أن يُترك أهل غزة يأكلهم الجوع وتحتضرهم المجاعة، بينما تنشغل النخبة السياسية بتبادل التهم، وتقف حماس متعجرفة على ركام الحقيقة، لا تبالي بصرخات الجوعى، ولا تبدي حرصًا على أرواح المدنيين.
سيادة الرئيس،
غزة لا تحتاج إلى مزيد من المؤتمرات أو التصريحات التجميلية،
غزة اليوم تحتاج إلى انفجار موقف وطني حاسم،
إلى صرخة من رأس الدولة تقول للعالم: “كفى حصارًا… كفى جوعًا… كفى موتًا!”
نحن لا نطلب المعجزات، ولا نحمّلك ما لا طاقة لك به، لكننا نطلب كلمة حق، وموقف رجل دولة، ووقوفًا صريحًا في خندق الإنسانية.
تحدث يا سيادة الرئيس،
واجعل صوتك مطرقة تُوقظ الغافلين، ونداءً يعبر القارات، وسيفًا يشق جدار الصمت العربي والدولي.
إن التاريخ يُسَجّل الآن…
وسيسجل من وقف مع غزة، ومن صمت عنها،
من صدح بالحقيقة، ومن اختار الحياد القاتل.
في الختام،
نذكّرك لا بمنصبك، بل بمسؤوليتك،
لا بلقبك، بل بشعبك،
فغزة لا تطلب صدقة، بل تطلب إنصافًا وعدلًا ونصرة من قيادتها الشرعية.
اللهم إني قد بلّغت…
اللهم فاشهد.