أمد/ كتب حسن عصفور/ فتحت أحداث السويداء، ببعدها الطائفي أولا، والسياسي ثانيا، كثيرا من المخزون الكريه داخل النظم الرسمية العربيية، ليس في سوريا حيث مكان المشهد الدموي الأخير، بل في مكونات الرسمية العربية بكامل نظمها.
أحداث السويداء، فتحت باب الكراهية المختفي بأسباب متعددة، ليس ما يتعلق بأبناء الدروز وحدهم، بل بكل الطوائف المكونة للنسيج الاجتماعي، كما المتربط بالقوى السياسية ومفهوم المعارضة، أو القدرة على التعامل مع المعارضة.
لعل خطاب الرئيس السوري “الانتقالي” أحمد الشرع بعد التفاهم السوري الإسرائيلي برعاية أمريكية، ودعم تركي وبعض عربي، حول اتفاق السويداء، جاء “نموذجا فريدا” للخداع السياسي أو الاستغفال السياسي، عندما أشار أن “سوريا دولة لكل مواطنيها”، وهي في الواقع عكس ذلك تماما.
عندما يخرج مسؤول أول، ليتحدث عن واقع النظام بما ليس به، بل به نقيضا كاملا له فالأمر يتجه إلى بدايات من ظلامية حادة، خاصة وأن فرق الموت التي انتشرت في السويداء، حملت كل مظهر داعشي تكبيرا وسيفا وممارسات، سلوك لا علاقة له بمنطق الإنسانية، بل حافز انتقامي غريب.
دون العودة لأسباب غرس الطائفية مع استلام حافظ الأسد الحكم في انقلابه التشريني “الانكساري” 1970، ضد القيادة العلمانية لحزب البعث والدولة، فالتغيير الذي جاء بفريق أحمد الشرع بدعم إقليمي وترحاب دولي، أي كان دوافعه، كان عليه أن ينطلق من جوهر المسألة التي فتحت باب التغيير، ببعدها الديمقراطي والاجتماعي، وتلك لا يمكن أن تكون بأداة هي بالأصل غارقة في الطائفية والتعصب ورفض الآخر.
الحديث عن دولة لكل مواطنيها، ليس عبارات يتم جلبها من قاموس اللغة السياسية المعاصر، لتبيان التغيير، بل كان مفروضا أن تكون الخطوة الأولى لما بعد “أحداث السويداء”، إعلان تغيير حكومي شامل يعبر عن سوريا التي ينتظرها أهلها، بعيدا عن “المظهر الداعشي الشمولي” المسيطر على مفاصل الدولة، دون خبرة أو معرفة بشؤون الحكم.
دولة لكل مواطنيها، أن تكون الحكومة قائمة على التمثيل الوطني بكل مكوناته، سياسية وفكرية واجتماعية، وليس فئة سمتها تعلن أنها طائفية دون أن تنطق، وهي المهمة التي تغافل عنها كليا الشرع، ليس جهلا بل موقفا، لأنه لا زال يعيش كما أنه “حاكم إدلب” بداعشيتها الكاملة، وبأنه ليس رئيسا لبلد عربي غابت عروبته لسنوات.
دولة لكل مواطنيها، تتطلب نقل سوريا من طائفية مغلفة بشعارات “قومية مقاومة”، وليس الغرق بطائفية مغلفة بشعارات داعشية، وذلك لن يكون بذات الأداة المسيطرة على الحكم، شكلا وفكرا ومواقفا.
دولة لكل مواطنيها، أن لا يكون المواطن السوري تحت الطلب لاثبات هويته الوطنية، من جهة هي بذاتها تحتاج أن تثبت أنها فئة وطنية، خاصة بعدما بدأت بالتخلي عن السيادة لأطراف غير عربية، تركيا شمالا ودولة العدو جنوبا، وبينهما أميركا راعي السيطرة العام.
دولة لكل مواطنيها، تبدأ بأن يلمس المواطن بذاته أن هذه الدوله هي دولته بممارساتها الحقيقية، وليس ببيانتها اللغوية، وان لا يكون الحق الإنساني أمنية من أمنيات القدر.
سوريا قبل الانقلاب الأخير عاشت زمنا ملتبسا جدا، بين ثقافة وفن تميز بالإبداع والتقدمية، بل اقتصاد تمير الاكتفاء الذاتي، وبين حياة سياسية غلافها طائفية وسواد عميق ضد الآخر، وهي تنتظر استمرار ما كان “نورا فكريا”، وطي ما كان ظلاما سياسيا، كي تكون حقا دولة لكل مواطنيها.
دون خطوات فعل إزاحة الكراهية وفتح طريق المساواة الحقيقية، سوريا لن تعيش زمن الشعار الكبير “دولة لكل مواطنيها”، تحت قيادة تستبدل اللغة بالفعل.
ملاحظة: حسنا أن تذكر بعض الأهل في الضفة، دون القدس، أن هناك حرب عدوانية على غزة فخرج البعض منهم “عشرات”..مش مهم شو هتفوا ولمين خلوها كلام فشة خلق..لكن هم ليش ما راحوا تظاهروا ضد إرهاب فرق اليهود..لو كان صح بدهم مصلحة بلد مش مصلحة شي تاني..النوايا مش كتير متغطية..تأكدوا..
تنويه خاص: السفير الأمريكاني الكاهاني هاكابي كسر الجرة.. وقالك اللي عملوه المستوطنين ضد كنيسة الطيبة بطولكرم عمل إرهابي وجريمة..كلام زي الكذب من الصهيوني الأكبر..بس شكلها حسابات الناخب الأمريكاني دخلت..كمان المسيحية هناك قوية..مع هيك منيح..كتر منها هاكاببيو..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص