في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار الخانق على قطاع غزة، تشهد الأوضاع الإنسانية هناك تفاقمًا غير مسبوق ينذر بكارثة صحية واجتماعية شاملة. فقد حذّرت وزارة الصحة في غزة من احتمال وقوع حالات موت جماعي في المستشفيات، بعد تدفق أعداد هائلة من المدنيين المصابين بالإعياء والإجهاد الشديد بسبب الجوع.
وقالت الوزارة إن أقسام الطوارئ تستقبل يوميًا “أعدادًا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار”، مشيرة إلى أن “المئات من هؤلاء باتوا على شفا الموت بسبب تدهور أجسادهم وعدم قدرتها على الصمود”.
وتجسّدت مأساة الحصار في قصة الطفلة سناء اللحام، البالغة من العمر عامًا ونصف، والتي فارقت الحياة في مستشفى شهداء الأقصى نتيجة سوء التغذية ونقص حليب الأطفال. جدّتها أوضحت أن الطفلة كانت بصحة جيدة قبل اشتداد الحصار، لكنها فقدت وزنها سريعًا بعد اختفاء الغذاء وغياب الحليب من الأسواق.
وفي إحصائية صادمة، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن وفاة 69 طفلًا جراء سوء التغذية منذ بداية الحرب، إلى جانب 620 حالة وفاة لمرضى لم يتمكنوا من الحصول على الغذاء والدواء اللازمين.
المكتب أرجع هذه الوفيات إلى “استمرار الحصار الكامل وغياب أي تدخل فعّال لوقف الكارثة”، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية أمام هذه المأساة.