وأكد الخبراء، خلال مؤتمر المناخ والبيئة والصحة، الذي عقد مؤخرًا بتنظيم ومشاركة من عدة جامعات ومنظمات عالمية ومحلية، أن لدى الأردن استراتيجيات وخططًا واضحة في تنوع مصادر المياه وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والتمويل الأخضر والتغيرات المناخية والبيئة.
وقال رئيس مركز البيئة والأمراض التنفسية في جمهورية فنلندا، البروفيسور يوني ياكولا، إن هنالك قابلية علمية كبيرة في الأردن للتعرف على جميع العوامل المتعلقة بالبيئة والمناخ ومدى ارتباطها بالأمراض المختلفة وتأثيرها على الغذاء ومصادر المياه، وهنالك أيضًا تركيز جدي من قبل أصحاب القرار نحو إيجاد الحلول المتعلقة بهذه القضايا.
وأضاف: “وجدنا خلال تجربتنا مع الأردن، سواء في تنفيذ المشاريع المختلفة أو المشاركة في المؤتمرات، أن هنالك علاقة جدية مبنية على الشراكة بين الأكاديميين من الجامعات والحكومات، في تحديد أبرز التحديات البيئية ورسم السياسات التي تعالج القضايا المناخية والصحة والمياه والطاقة”.
وأكد أن الأردن منفتح على شراكات عالمية مع العديد من الدول، ولديه خطط واضحة للبحث عن البدائل الحديثة للطاقة ومواجهة التغيرات المناخية من خلال برامج تنفيذية مع منظمات عالمية ذات قدرة عالية في هذه المجالات.
وبيّن أستاذ الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو الأميركية، البروفيسور وائل الدليمي، أن الأردن يدرك جيدًا أولوياته في ضوء المتغيرات المناخية العالمية، وأن المياه تُعد أولوية قصوى نظرًا لكونها الحاجة الأكثر إلحاحًا، مشيرًا إلى أن المؤشرات تذهب في اتجاه المقدرة على مجابهة هذه التحديات بطرق ابتكارية وعلمية تركز على نتائج الدراسات والأبحاث التي تُجرى داخل الأردن وخارجه.
وأضاف الدليمي، الذي يشرف على عدة مشاريع تُنفذ في الأردن بتمويل من المعهد الوطني الأميركي للصحة، أن أزمة المناخ والطاقة والغذاء في تفاقم على المستوى العالمي، وهنا يبرز دور الأردن في المنطقة العربية بحكم خبرته وامتلاكه للكوادر البشرية المؤهلة والمتمكنة من قيادة الابتكار وتقديم الدعم للمنطقة العربية.
وبيّن أن المشاريع التي تُنفذ حاليًا في الأردن ذات جدوى علمية كبيرة، ولها دور كبير نحو إيجاد حلول للمخاطر التي تحدث جراء التغيرات المناخية والفيضانات وشُح المياه وتهديدها لصحة الإنسان وأمنه الغذائي وحقوقه في العيش ببيئة آمنة لا تُشكل مصدرًا للخطر على حياته.
وأكد أستاذ الأمن الغذائي والطاقة في جامعة تكساس “إيه آند إم” الأميركية، البروفيسور ربيع مهتار، أن الأردن يُعد من الدول السباقة على مستوى المنطقة التي سعت لمشاركة العالم في البحث عن الحلول المناسبة لمواجهة المتغيرات البيئية والمناخية وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، مشيرًا إلى أن ذلك تجسد في خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمرات العالمية، وتأكيده الدائم على الاستدامة والتنمية وتكريس كافة الطاقات والإمكانات في سبيل تحقيق استدامة فعلية للمياه والبحث عن الطاقة البديلة والحفاظ على الموارد.
وقال مهتار إن أصحاب الاختصاص في الأردن يمتلكون من القدرات البحثية والعملية والفكرية ما يؤهلهم لاستقطاب المشاريع الدولية المرتبطة بقطاعات المياه، والطاقة، والأمن الغذائي، والصحة، وتقديم الحلول المناسبة لمعالجة المشاكل والتحديات على الصعيد المحلي الأردني والمنطقة بشكل عام.