أمد/ كذبوا حين قالوا لا أحد يموت جوعاً…

بل يموت.

وفي غزة يموت.

ليس فرداً، بل شعبٌ بأكمله يُجلد على موائد العالم بالصمت والتواطؤ.

في غزة، يموت الطفل قبل أن يعرف طعم الحليب،

وتُدفن الأم قبل أن تطهو خبزها،

ويُقبر الشيخ وهو يبحث عن دوائه،

ولا أحد يسأل، ولا أحد يُجيب.

غزة التي كانت تُطعم الثوار،

تسأل اليوم عن الرغيف فلا يُجاب سؤالها.

غزة التي علّمت العالم دروسًا في الصبر والصمود،

تبكي اليوم صمتًا، وتئن من القهر، وتُدفن في صمت العالم المطبق.

في غزة لا يموت الناس فقط، بل يُنسون.

يموتون جوعاً وقهراً ووجعاً،

يُحاصرون في رغيفهم،

وفي دوائهم،

وفي تنفّسهم.

ويُكافأون على صمودهم بالمزيد من الخذلان.

أخبروا العالم، إن بقي فيه حيٌّ يسمع:

غزة تموت جوعًا،

غزة تموت قهرًا،

غزة تموت ظلمًا،

وغزة تُقتل ببطء… على مائدة السياسة، بيد الصمت العربي والدولي.

لكن رغم هذا الموت المتعدد الأوجه،

غزة لا تنحني.

غزة لا تستسلم.

غزة، التي تموت كل يوم،

تبعث فينا الحياة، كلّ يوم.

شاركها.