أكد محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، أن الحيادية السياسية الإيجابية تمثل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية داخل الجماعات الترابية، مشيرا إلى أن من شأن غياب هذه الحيادية أن يعيق التنمية.
وفي مداخلة له خلال ندوة ضمن فعاليات مهرجان تيفلت الثقافي، أشار الغالي إلى أن التنزيل الفعلي للجهوية المتقدمة يواجه عددًا من التحديات، من أبرزها ما سماه “صراع المشروعيات”.
وأوضح المتحدث أن قيام مشروعية معينة يعني بالضرورة إزاحة مشروعية أخرى قائمة، في إحالة إلى تصور عالم الاجتماع ماكس فيبر، وهو ما يجعل بعض الجهات تتحرك للحفاظ على مواقعها، وهو مت يضع عقبات أمام تنزيل الجهوية المتقدمة.
ودعا الغالي، خلال الندوة التي احتضنها مقر جماعة تيفلت، إلى تعزيز مبدأ الالتقائية والتعاضد بين الجماعات لبلوغ الجهوية المتقدمة، مؤكدًا أن تحقيق العدالة المجالية يستلزم تجاوز العقليات التقليدية التي ما زالت تؤثر على تمثلات المنتخبين، والتي تحصر الممارسة السياسية في منطق قبلي أو عائلي.
وحث الجامعي ذاته على ضرورة التعامل مع الجماعات الترابية بناء على ناتجها الخام، ما يعني توزيع الفرص والمقدرات على الجماعات بناء على هذا المعيار، مستدركا “لكن مع التحكم في الفجوات”. وأضاف أن الجماعات الترابية مؤسسات عليها أن تسعى لتحقيق العدالة.
ومن ضمن مبادئ الجهوية المتقدمة، أشار الغالي أيضا إلى مبدأ التفريع، بمعنى أن “الوحدة الكبرى لا تتدخل في المشكل إلا إذا أعلنت الوحدة الصغرى عجزها”، فمثلا إذا عجزت جماعة عن تدبير مشكل الفيضانات نمر للمجلس الاقليمي وبعده إلى الجهة ثم الحكومة، داعيا إلى ضرورة احترام مبادرة هذه المؤسسات.
وتحدث الأستاذ الجامعي عن مبدأ التعاضد،، وأعطى مثالا باقتناء المجالس الإقليمية لمجموعة من الآليات التي يتيحها للجماعات المحلية الموجودة ضمن نفوذه لاستعمالها، منبها إلى إشكالية الاستثمار السياسي لهذه الجهود.
المصدر: العمق المغربي