رغم الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتحركات العسكرية التي اعتاد عليها المشهد في الجنوب السوري، يبدو أن جيش الاحتلال يتعامل مع تهديد مختلف هذه المرة، أكثر جدية وأشد خطورة.
فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مناورات عسكرية ضخمة أجراها الجيش الإسرائيلي مؤخراً، تحاكي سيناريو غزوة مفاجئة تنطلق من الأراضي السورية، بمشاركة آلاف المقاتلين التابعين لجماعات موالية لإيران وحزب الله.
المناورة، التي تعد الأكبر منذ هجمات 7 أكتوبر، جرت بالتزامن مع تصعيد أمني وغارات جوية إسرائيلية على الجنوب السوري، بذريعة حماية الطائفة الدرزية، كما أنها تأتي في وقت حساس تجري فيه مفاوضات لتجديد اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة السورية.
وتحاكي التدريبات اختراقاً برياً واسعاً للحدود من دون تحذير استخباراتي مسبق، بالتوازي مع إطلاق صواريخ وعمليات تسلل منسقة. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى تمركز عشرات آلاف المسلحين في سوريا والعراق، قادرين على الوصول إلى الجولان خلال ساعات قليلة فقط.
من جانب آخر، تم خلال المناورة اختبار كفاءة البنية الدفاعية الجديدة، خصوصاً في 9 مواقع سرية أنشئت مؤخراً على الحدود السورية، ويعمل بها آلاف الجنود.
اللافت أن التركيز الإسرائيلي ينصب على جنوب الجولان، الذي تعتبره تل أبيب منطقة غير مستقرة، خاصة مع وجود مجموعات محلية لها ارتباطات بتنظيمات مثل القاعدة وداعش. السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل تستعد إسرائيل فعلاً لهجوم مفاجئ من الشمال؟ أم أنها توجه رسائل ردع استباقية تحسباً لأي تصعيد إقليمي؟