الضفة الغربية تشهد أكبر نزوح منذ 1967
اتفاق لانسحاب الاحتلال من مخيمي طولكرم ونور شمس «بشروط»
قدمت إسرائيل خريطة ثالثة لانتشار قواتها في قطاع غزة طوال فترة وقف إطلاق النار المقترحة لمدة 60 يوماً، وفقا لما ذكره مصدران لصحيفة «جيروزالم بوست»، في حين أوضحت الدوحة أن «المفاوضات لا تزال في المرحلة الأولى المرتبطة تحديداً بالوصول إلى اتفاق مبادئ حول المفاوضات التي ستبدأ في المرحلة المقبلة».
وتتمثل نقاط الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحركة «حماس»، في انسحاب القوات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار، وطريقة توزيع المساعدات داخل غزة.
ويظهر الاقتراح «مرونة أكبر» بشأن موقع العسكريين، على طول الحدود بين القطاع ومصر، بين ممري موراغ وفيلادلفيا، وفق الصحيفة.
وبموجب المقترح الجديد، ستقلص إسرائيل وجودها العسكري إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين على طول الحدود الجنوبية قرب رفح.
وأشارت تقارير إلى أن إسرائيل «مستعدة لسحب عدد أكبر من قواتها» خلال فترة الـ60 يوماً.
وكانت إسرائيل تصر في السابق على بقاء قواتها في منطقة كبيرة نسبياً، تشمل منطقة عازلة بعرض 3 كيلومترات على طول الحدود مع مصر قرب مدينة رفح، بالإضافة إلى ممر موراغ الذي يفصل رفح عن مدينة خان يونس.
في المقابل، تطالب الحركة بانسحاب الاحتلال إلى المواقع التي كان متمركزاً فيها، قبل انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي.
لكن من غير المؤكد ما إذا كان هذا المقترح سيؤدي إلى تحقيق طفرة في المفاوضات.
وترتبط رغبة إسرائيل في الحفاظ على وجود عسكري في جنوب غزة بخطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقامة مخيم يضم مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وفي الدوحة، أوضح الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن «الجهود لا تزال مستمرة والوفود هنا في الدوحة تواصل اجتماعاتها بشكل حثيث وكما كان هو الحال دائماً التنسيق مع الأشقاء في مصر والولايات المتحدة».
وتابع «لا يمكننا أن نقول إن الاتفاق سيتم غداً ولا يمكننا أن نقول إن المفاوضات ستنهار غداً، هذا أمر يتم التعليق عنه في حينه».
ودخلت المفاوضات بشأن غزة الاثنين أسبوعها الثاني من دون تحقيق تقدم، إذ تسودها حالة جمود، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل لهدنة مدتها 60 يوما يتخللها الإفراج عن رهائن.
وعلّق الأنصاري «نعتبر أنه ليس هناك جمود، بمعنى أن المحادثات ما زالت قائمة. هذه المباحثات للوصول اتفاق إطاري ما زالت قائمة لم تتوقف ولم تنقطع منذ بدايتها حتى اليوم».
وقال إن «ما قد يبدو أنه الخطوات الأخيرة يتحول أحيانا إلى مرحلة جمود تستمر لأشهر، وما قد يبدو أحياناً أنه عنق زجاجة ينتهي باتفاق».
«حرب الإبادة»
ميدانياً، وفي اليوم الـ648 من «حرب الإبادة»، أوقعت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المدمر، عشرات الضحايا، بينهم النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فرج الغول في قصف استهدف منزله بمدينة غزة فجر أمس.
ونعت «حماس»، الغول، الذي تقلد سابقاً منصب وزير العدل في حكومة رئيس المكتب السياسي للحركة السابق إسماعيل هنية بين عامي 2007 و2012.
إنسانياً، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأنها سجلت سقوط ما لا يقل عن 875 قتيلاً خلال الأسابيع الستة الماضية قرب نقاط توزيع مساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك قرب قوافل تابعة لمنظمات إغاثة أخرى بما في ذلك الأمم المتحدة.
وسقط معظم الضحايا في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، بينما قُتل الباقون وعددهم 201 على طرق تمر عبرها قوافل إغاثة أخرى.
انسحاب «بشروط»
وفي الضفة الغربية المحتلة، يبدأ جيش الاحتلال انسحاباً من مخيمي طولكرم ونور شمس شمالاً، تمهيداً لتسليمهما إلى السلطة الفلسطينية بداية أغسطس المقبل، وذلك باتفاق إسرائيلي أميركي مع السلطة، حسب ما أفاد مصدر لـ«سكاي نيوز عربية».
وأضاف المصدر أن الجانب الإسرائيلي «اشترط عدم المساس بالطرق الواسعة التي شقها على انقاض المنازل في المخيمين، أو البناء على أي مساحات تم تجريفها من قبل الجيش خلال العملية العسكرية التي استمرت لنحو 7 أشهر».
وجاء الاتفاق تزامنا مع زيارة ميدانية قام بها وزير الداخلية الفلسطيني مع مسؤولين أميركيين للمنطقة.
كما تم الاتفاق على إعادة انتشار السلطة في مخيمات طولكرم، التي تحتلها إسرائيل الآن.
وقال المصدر إنه «في حال التزمت السلطة الفلسطينية بشروط إسرائيل واستمر الهدوء في المخيمين بسيطرة السلطة عليهما، فإنها ستفكر في الانسحاب أيضاً من مخيم جنين وتسليمه خلال الأشهر المقبلة».
نزوح كبير
وفي جنيف، حذرت الأمم المتحدة من أن النزوح الجماعي في الضفة الغربية المحتلة بلغ مستويات غير مسبوقة منذ بدء احتلال إسرائيل للضفة قبل نحو 60 عاماً.
وذكرت أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في شمال الضفة في يناير شرّدت عشرات الآف الأشخاص، ما يثير مخاوف من احتمال وقوع «تطهير عرقي».
وصرحت الناطقة باسم وكالة «الأونروا» جولييت توما، بأن العملية العسكرية «هي الأطول مدة منذ… الانتفاضة الثانية» في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقالت للصحافيين في جنيف عبر اتصال بالفيديو من الأردن، إن ما يحدث «يؤثر على العديد من مخيمات اللاجئين في المنطقة، ويتسبب في أكبر نزوح سكاني للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967»، في إشارة إلى الحرب العربية الإسرائيلية التي استمرت ستة أيام وأدت إلى احتلال إسرائيل للضفة الغربية.
بدورها، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن النزوح القسري الجماعي على يد قوات احتلال قد يرقى إلى مستوى «تطهير عرقي».
المصدر: الراي