أمد/ رام الله: أفرجت سلطات الاحتلال يوم الثلاثاء، عن الصحفي ناصر اللحام، بعد تسعة أيام من الاعتقال دون توجيه لائحة اتهام رسمية، وذلك عقب جلسة محكمة عقدت في سجن “عوفر” العسكري غرب رام الله، قررت خلالها سلطات الاحتلال إخلاء سبيله فورًا.

وكانت محكمة الاحتلال  قررت الإفراج عن الصحفي ناصر اللحام  والانتظار امام معسكر عوفر قرب بيتونيا عدة ساعات لإنهاء الاجراءات .

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر الإثنين 7 يوليو/تموز منزل اللحام في بلدة الدوحة بمحافظة بيت لحم، واعتقلته بعد مصادرة أجهزته الإلكترونية، ثم نقلته إلى مركز توقيف “المسكوبية” في القدس، قبل أن يُحول إلى سجن “عوفر”، حيث خضع لتحقيقات متواصلة في ظل ظروف احتجاز صعبة ودون الإفصاح عن مضمون الشبهات القانونية.

وذكرت مصادر قانونية أن الاحتلال وجه إلى اللحام ادعاءات تتعلق بـ”التحريض” و”التواصل مع جهات محظورة”، وهي اتهامات نفتها هيئة الدفاع بشكل قاطع، مؤكدين أنها لا تستند إلى أدلة فعلية، بل تتعلق بأنشطته الإعلامية المعلنة ومداخلاته السياسية على وسائل الإعلام.

وقال المحامي أسامة السعدي، الموكّل بالدفاع عن اللحام، إن جلسات المحكمة التي عُقدت على مدار أيام، لم تُسفر عن تقديم أي بينات حقيقية، مشيرًا إلى أن قرار الإفراج جاء نتيجة غياب الأساس القانوني للاستمرار في اعتقاله، فضلًا عن الضغوط القانونية والإعلامية والحقوقية التي رافقت القضية منذ لحظة توقيفه.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر مطلعة أن اللحام كان قد استقال في وقت سابق من عمله كمراسل ومدير لمكتب قناة الميادين في فلسطين، وبدأ منذ ذلك الحين العمل كمحلل سياسي ضمن شبكة القناة نفسها، إلى جانب ظهوره المنتظم على فضائيات عربية ودولية متعددة، كمعلق على الشأن الفلسطيني والإسرائيلي. ويُعرف اللحام بتحليلاته المباشرة واطلاعه الواسع على بنية الإعلام والمجتمع في إسرائيل.

وقد أعربت شبكة الميادين عن تضامنها الكامل مع اللحام، ورفضها لاعتقاله التعسفي، ووصفت توقيفه بأنه “انتهاك واضح لحرية الصحافة”، مؤكدة أن موقفها لا يرتبط بصفته الوظيفية بل بمكانته الإعلامية ودوره الوطني المعروف.

وكان اللحام قد احتُجز داخل قسم 21 بسجن عوفر، في غرفة مكتظة يفتقر فيها المعتقلون للرعاية الطبية، رغم أنه يعاني من مشاكل صحية في القلب ويحتاج إلى متابعة دورية بعد خضوعه لعدة عمليات تركيب دعامات خلال السنوات الأخيرة.

ويُعد ناصر اللحام من أبرز الصحفيين الفلسطينيين، وهو المؤسس ورئيس التحرير السابق لوكالة “معا” الإخبارية، وأحد الأسماء المؤثرة في المشهد الإعلامي الفلسطيني، وذو حضور ثابت في تغطيات الحروب والتطورات الميدانية، خاصة ما يتعلق بالعلاقة المعقدة بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأُفرج عنه ظهر اليوم من سجن عوفر دون توجيه تهم رسمية، بعد أن فشلت النيابة العسكرية في تقديم أي مواد تثبت الادعاءات ضده، في حين لم يصدر أي تعليق من جانب الاحتلال حول مستقبل الملف أو طبيعة التحقيقات التي أُجريت معه.

 

شاركها.