بعد فقدان آثار جندي إسرائيلي والاشتباه في اختطافه، فعل الجيش الاسرائيلي إجراء “هانيبال” شرق مدينة غزة وسط قصف إسرائيلي مكثف من طائرات ودبابات متمركزة قرب المنطقة، وذلك في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة وتصاعد عمليات المقاومة في المنطقة.

بروتوكول هانيبال الذي صاغه ثلاث ضباط رفيعو المستوى، هو إجراء يستخدمه الجيش الاسرائيلي لمنع أسر جنوده حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم وحياة آسرهم، مما يسمح بقصف مواقع الجنود الأسرى، لكنه ظل برتوكولا سريا إلى غاية اعتماده سنة 2006، إذ يعتبر الجيش الاسرائيلي الوحيد الذي يستخدم هذا التوجيه في العالم رغم عدم توفيره للحماية لقواته في الميدان.

ووفق مفهوم “الجندي القتيل خير من الجندي الأسير”، تجيز قوات الاحتلال تنفيذ هجمات غاشمة على مواقع تأوي أسراها، رغم خطورتها ونتائجها المؤلمة على مستوى القتلى والجرحى في صفوف الجنود.

قتل الجنود بالنسبة لتوجيه “هانيبال” أهون من وقوع الجنود في أيدي العدو، فاختطاف الجنود بالنسبة للمسؤولين العسكريين أمر استراتيجي وليس فقط تكتيكي يحمل في طياته ثمنا باهضا يوجب على إسرائيل دفعه من أجل إطلاق سراحهم.

وفي إطار تسمية هذا الإجراء بهانيبال، هناك من يرى أن المصطلح يطلق على الطريقة التي أنهى بها قائد قرطاج التاريخي “هانيبال البرقا” حياته عن طريق تسميم نفسه بدلا من أسره من قبل الرومان، وآخرين يعتبرون أن الاسم اختير عشوائيا من قبل جهاز حاسوب تابع لجيش الاحتلال قبل قرابة ثلاث عقود.

ويعود تاريخ صياغة إجراء “هانيبال” إلى وقت إبرام صفقة الأسرى بين إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي سميت بالجليل، بقيادة أمينها العام أحمد جبريل سنة 1985، والتي من خلالها تم تبديل ثلاث جنود إسرائيليين بـ1150 أسيرا فلسطينيا.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.