خلص المؤتمر العلمي الدولي في نسخته التاسعة عشرة، المنظم أخيرا من قبل الجامعة الصيفية ـ أكادير، إلى “ضرورة توظيف التكنولوجيات الحديثة والوسائط الرقمية والسمعية البصرية بشكل فعال ومُنتج في نشر اللغة والثقافة الأمازيغية، بما يشمل مختلف مكوناتها الأدبية والفنية والبصرية والجمالية، والتراثية والسياحية وكذا رصيدها التاريخي والأركيولوجي والحضاري”.
وأوصى المؤتمر، الذي احتضنته عاصمة سوس ماسة، بـ”دمج الأمازيغية في السياسات العمومية الموجهة إلى مغاربة العالم، وتجاوز وضعية التمييز اللغوي والهوياتي والثقافي القاتمة، مع استثمارها في دبلوماسية الهجرة كعنصر مؤثر في ربط الجاليات بالوطن وبعمقها الثقافي والهوياتي”.
كما دعا أيضا إلى “دعم مشاريع الربط الثقافي والحضاري واللغوي بين المناطق الأمازيغية بشمال إفريقيا والمجال المتوسطي وجنوب الصحراء؛ وذلك بهدف ترسيخ واستثمار الإطار الجيوـ ثقافي الأمازيغي للمغرب، واعتباره جسرا لتعزيز التكامل الاقليمي والحوار بين الشعوب”.
ونصت مخرجات الحدث العلمي، الذي حضره باحثون في الشؤون الثقافية بالمغرب والسينغال وإيطاليا، على “وضع استراتيجية وطنية وإقليمية لتطوير ونشر الوعي بهذه الهوية والثقافة في المجتمع المغربي وشمال إفريقيا وجنوب الصحراء، والتمكين القانوني والمؤسساتي لها، وتفعيل المقتضيات الدستورية وسن التشريعات القطاعية المرتبطة بوضعيتها الرسمية داخل المؤسسات”.
وتشمل هذه المؤسسات التعليمَ والقضاء والإدارات والإعلام والجماعات الترابية والحالة المدنية وإصدار الوثائق والشواهد الإدارية الرسمية، مع الحرص على تفعيل القانونين التنظيميين لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
ووفق لبلاغ مفصل للجامعة الصيفية ـ أكادير، فإن الظرفية الحالية تستوجب تشجيع ودعم البحث العلمي والباحثين والباحثات المهتمين بالبحث الميداني في المناطق والميادين الأمازيغية، وتنظيم دورات تكوينية لتأطيرهم، مع عقد شراكات مع مؤسسات علمية ووطنية للارتقاء بمستوى البحث والإنتاج العلمي، وكذا استثماره في خدمة قضايا المجتمع والتنمية.
وحثّ المصدر نفسه على “توظيف الثقافة الأمازيغية كإطار جيو ـ ثقافي مشترك لشعوب ودول شمال أفريقيا وجنوب الصحراء والمنطقة المتوسطية والأطلسية، وفق مقاربة القوة الناعمة وأدوارها المؤثرة في الدبلوماسية الثقافية ومصالح المغرب ومشاريع التنمية المشتركة”.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي العلمي التاسع عشر حاول مقاربة موضوع “الأمازيغية والجيوثقافي بين الامتداد الثقافي والإفريقي والمتوسطي”، بتنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والجماعة الترابية لأكادير. وعرف هذا الحدث مشاركة 28 باحثا وباحثة من المغرب وإيطاليا والسينغال، ينتمون إلى 12 جامعة، منها 16 مؤسسة جامعية وكلية، في الوقت الذي تم توزيع أشغاله على 5 جلسات علمية.
المصدر: هسبريس