شهدت منطقة “أولاد يوسف” بإقليم بني ملال، نهاية مأساوية لاعتصام استمر لأكثر من أسبوعين على قمة خزان مائي، حيث تحولت محاولة إنهاء الوضع من قبل فرقة متخصصة من الدرك الملكي إلى كارثة.
وبلغت الأزمة ذروتها حين أفضى التدخل الأمني إلى سقوط المعتصم، لكن المأساة اتخذت بعداً أكثر رعباً حين تبين أنه كان يلف حبلا حول عنقه. ففي اللحظة التي حاول فيها عناصر الفرقة الاقتراب منه للسيطرة عليه، تراجع الرجل بشكل مفاجئ، مما أدى إلى انزلاق قدمه وسقوطه من أعلى الخزان الشاهق، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وبحسب مقطع فيديو متداول، فقد ظل جسده معلقا في الهواء للحظات فارقة، متدليا من الحبل الذي لفه حول رقبته. قبل أن يبادر عنصر من الدرك الملكي، إلى قطع الحبل من الأعلى، ليهوي جثمان المعتصم إلى الأرض.
وعلى الفور، تم نقله في حالة وصفت بالحرجة إلى قسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، حيث لا يزال يصارع من أجل البقاء.
وقد خلّف الحادث صدمة واسعة في الرأي العام، وبينما تترقب الأوساط المحلية والوطنية بقلق تطورات حالته الصحية، تبقى التحقيقات جارية لكشف كافة ملابسات هذه الفاجعة التي حولت احتجاجا فرديا إلى مأساة متعددة الأوجه.
وقبل ذلك أقدم الشخص ذاته أمس الجمعة، على رمي عنصر من الوقاية المدنية، بعد احتجازه لأزيد من 4 ساعات والاعتداء عليه، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة استدعت نقله في وضعية حرجة إلى مستعجلات مستشفى بني ملال.
وحسب مصادر محلية، فإن الواقعة، التي دارت أحداثها بدوار أولاد يوسف التابع لإقليم بني ملال، مساء اليوم، شهدت إقدام الشخص المعتصم على احتجاز عنصر من الوقاية المدنية والاعتداء عليه بعصا، قبل أن يقوم بتكبيله بشكل وحشي، رغم أن العنصر حاول مساعدته وإقناعه بالنزول.
وكان المعتصم قد لجأ إلى هذا الشكل الاحتجاجي للمطالبة بفتح تحقيق في وفاة والده، حيث تعود تفاصيل واقعة اعتصامه إلى صعوده فوق الخزان المائي منذ 24 يونيو الماضي، احتجاجا على ما يعتبره تجاهلا لمطلبه بفتح تحقيق في ظروف وفاة والده.
المصدر: العمق المغربي