10:00 م
الأحد 06 يوليه 2025
تشهد مناطق في شمال دولة الاحتلال الإسرائي حالة من الفزع، بسبب غزو مفاجئ وكثيف لأسراب من الذباب يدخل المنازل من كل مكان، وصفته وسائل إعلام عبرية بـ”الذباب المصري”، وسط مخاوف من تأثيرات صحية وبيئية تهدد السكان.
وبحسب تقرير لصحيفة “يسرائيل هايوم”، فإن حي أور يام الراقي في مدينة أور عقيفا القريبة من حيفا، يتعرض لهجوم غير مسبوق من حشرات طائرة، يعتقد المستوطنون أنها نوع من الذباب المرتبط بمصادر تلوث عضوي، ويشتبه في أنه ينتمي إلى فصيلة تعرف علميًا باسم “دروسوفيلا البحثية”.
وأفاد المستوطنون بأن أسراب الذباب اقتحمت المنازل ومناطق المعيشة، محدثة تدهورًا ملحوظًا في جودة الحياة اليومية، فضلًا عن تخوفات من نقل أمراض جرثومية، وهدد بعضهم بعدم دفع ضريبة الأملاك، متهمين البلدية بالتقاعس عن احتواء الأزمة.
ما هي ذبابة “دروسوفيلا”؟
ذبابة Drosophila melanogaster، المعروفة باسم “ذبابة الفاكهة” أو “دروسوفيلا البحثية”، هي نوع شائع جدًا في البحوث العلمية، خاصة في علم الوراثة، نظرًا لدورة حياتها القصيرة وسهولة تربيتها في المختبرات، بحسب موقع Encyclopedia Britannica.
الذبابة ليست مصرية
وعلى عكس ادعاء الصحيفة الإسرائيلية، فإن ذبابة «دروسوفيلا» لا ترتبط بمصر، بل هي منتشرة في مختلف بلدان العالم، وتُجرى عليها الأبحاث العلمية في الجامعات.
وتعد ذبابة الفاكهة، التي لا يتجاوز حجمها ثلاثة مليمترات، من الكائنات النموذجية الأهم في تاريخ الأبحاث الطبية والوراثية، إذ ساهمت في فوز أربعة علماء بجائزة نوبل بين عامي 1933 و2011.
ويعود ذلك إلى تشابهها الجيني اللافت مع الإنسان، إذ تشير الدراسات إلى أن نحو 75% من جينات الأمراض البشرية لها نظائر لدى هذه الحشرة الصغيرة، ما جعلها أداة فعالة في دراسة الأمراض العصبية والوراثية، وحتى في اختبار علاجات التوحد والعمى.
وعلى الرغم من أن هذا النوع ليس بالضرورة ناقلًا مباشرًا للأمراض مثل الذباب المنزلي، فإن تواجده بكثافة في بيئات ملوثة مثل القمامة ومياه الصرف قد يسهم في نقل البكتيريا الضارة إلى الأسطح والطعام، ما يرفع من احتمالية الإصابة بعدوى مثل السالمونيل، إضافة إلى مشاكل تنفسية وهضمية محتملة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذه الأسراب تأتي غالبًا من مصادر ملوثة مثل مياه المجاري والعفن العضوي، ما يفاقم القلق بشأن النظافة العامة وسلامة الغذاء.
بدورها، لم تصدر وزارة البيئة أو الصحة الإسرائيلية بيانًا رسميًا حتى الآن، بينما طالب المستوطنون بفتح تحقيق عاجل، ومكافحة انتشار الذباب بالرشّ المنتظم، وتنظيف مجاري المياه الراكدة.