قرارات ومواقف مجموعة من الدول فاقت تجاوزت تحقيق الأمم المتحدة في تذكيرها وتوجيهها بمواصفات الحل : السياسي التوافقي الواقعي والعملي بما يضمن تقرير المصير،
مع ربط النعت الأخير المرتبط بتقرير المصير بديناميكية دور ومسؤولية الأطراف ( القرار الأخير لمجلس الأمن) في اطار الأضلاع الثلاثية للواقعية في التنمية بالمنطقة المغاربية وبالأمن والاستقرار الذي مداه يتجاوز المنطقة المغاربية ليصل مدى تردداته حتى الساحل والصحراء.
والدول قامت بتأويل وتفكيك تلقائي لفهم توجيه مجلس الأمن وعناصر وشروط الحل في نزاع الصحراء. وبادرت باتخاذ قرارات على ارض الواقع يدعم سيادة المغرب عن طريق فتح قنصلياتها في الداخلة والعيون.
ودول أخرى كثيرة ومن بينها دول تتمتع بتمثيلية دائمة بمجلس الأمن ومن الدول اصدقاء الصحراء منها امريكا وفرنسا يميزان بين السيادة التي هي مغربية ، وبين حل النزاع الذي هو حل النزاع في اطار مبادرة المغرب بالحكم الذاتي.
ودول اخرى تتزعمها اسبانيا القوة الاستعمارية للاقليم ومن الدول اصدقاء الصحراء تدعم مغربية الصحراء في اطار دعمها للحكم الذاتي والتزامها بالترافع لصالح هذا الحل اقليميا ودوليا.
ودول اخرى خرجت من الحياد الايجابي اتخذت موقفا داعما للمغرب واخرى عادت من العداء للمغرب وسحبت موقفها الداعم للبوليساريو وانضمت إلى دعم المغرب.
وكل هذه المبادرات الدولية ، في حقيقتها أممية ، و تجد سندها في توصية صادرة عن مجلس الأمن عندما كان يخاطب المجلس اعضائه و باقي الدول لاتخاذ قرارات صعبة تبدد الجمود في عمليات الوصول إلى الحل.
و يهتم القانون الدولي والقانون الدولي والدبلوماسي والعلاقات الدولية بموقف الدولة الرسمي الذي يعبر عنه من يمثلها في رئاسة الدولة فقط. اما آراء البقية ولو كانت حزبية فهي لا ترقى إلى موقف وقرار الدولة.
فهي آراء لا تلزم الدول وليس لها اي تأثير . وتدخل في اطار حرية اعتناق الآراء والحق في التعبير عنها الذي تضمنه الشرعة الدولية والقانون الدولي والدساتير للجميع.
وتدخل في صناعة وتكوين الآراء عدة اعتبارات يختلط فيها الذاتي بالموضوعي والشخصي والأيديولوجي او حتى مناورات انتخابية لدعم مركز او للاستقطاب او تفاديا لنفور او عداء فئة او كثلة معينة، مثل مركز الشخصية العامة جون لوك ميلونشون.
فموقفه تحكمه حسابات انتخابية ضيقة اكثر منه قناعة ذاتية، رغم عدم وصول ما عبر عنه إلى مستوى موقف وقرار الدولة الفرنسية، وتراجعه عن سابق دعمه للمغرب لأنه يتطلع إلى ترشح آخر ويتفادي غضب الجزائر والناخبين من أصول جزائرية داخل فرنسا لكنه سيفقد الناخب المغربي.
*محامي بمكناس
خبير في القانون الدولي، قضايا الهجرة ونزاع الصحراء.
المصدر: العمق المغربي