07:30 ص


السبت 05 يوليو 2025

في تقدم علمي جديد، أظهرت دراسة نشرت في دورية “نيتشر” أن استعادة بروتين معين داخل الخلايا يمكن أن توقف الالتهاب المزمن الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، مع الحفاظ على قدرة الخلايا على الاستجابة للإصابات والأمراض البسيطة بشكل فعال.

وبحسب وكالة “رويترز” فإن الالتهاب المزمن يحدث عندما يكون الجهاز المناعي في حالة نشاط مفرط، ويعد سببًا رئيسيًا للعديد من الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل، والتهاب القولون التقرحي، والسمنة.

وعلى عكس الالتهاب الحاد الذي يتسبب عادة في ألم وحمى وتورم ويشفى سريعًا، فإن الالتهاب المزمن يستمر لفترات طويلة ويؤدي إلى أضرار كبيرة في الأنسجة والأعضاء.

أظهرت الدراسة أن البروتين المسؤول عن التحكم في الجينات الالتهابية، والذي يُعرف بـ “دبليو.إس.تي.إف”، يختفي من الخلايا أثناء الالتهاب المزمن.

وفي سلسلة من التجارب المعملية، نجح الباحثون في استعادة هذا البروتين في الخلايا البشرية، ما أدى إلى وقف الالتهاب المزمن دون التأثير على قدرة الخلايا على التعامل مع الالتهاب الحاد.

بتطوير عقار خاص، استطاع الباحثون حماية البروتين “دبليو.إس.تي.إف” من التحلل، ما ساعد على تقليل الالتهاب المزمن.

العقار الجديد أظهر نجاحًا ملحوظًا في علاج فئران مصابة بالكبد الدهني أو التهاب المفاصل، كما نجح في تقليل الالتهاب في خلايا الركبة المصابة بالتهاب مزمن تم أخذها من مرضى خضعوا لجراحة استبدال المفصل.

عند دراسة عينات من أنسجة بشرية، تبين أن البروتين “دبليو.إس.تي.إف” يختفي في أكباد مرضى الكبد الدهني، بينما يكون موجودًا في أكباد الأصحاء، ما يعزز فكرة دوره الحيوي في التحكم بالالتهاب المزمن.

وقال الدكتور “شينشون دو”، الباحث الرئيسي في الدراسة من مستشفى ماساتشوستس العام: “تسبب الأمراض الالتهابية المزمنة معاناة شديدة وقد تؤدي إلى الوفاة، لكن لا يزال هناك الكثير لنتعلمه حول أسباب هذه الالتهابات وكيفية علاجها”.

وأضاف: “النتائج التي توصلنا إليها تقدم خطوة كبيرة نحو التفرقة بين الالتهاب المزمن والالتهاب الحاد، وتفتح أفقًا جديدًا للتصدي للالتهابات الناتجة عن الشيخوخة والأمراض المزمنة”.

شاركها.