12:52 ص
الجمعة 04 يوليه 2025
بي بي سي:
أفاد موظف أمني سابق لدى مؤسسة “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنه شاهد زملاءه يطلقون النار مرارًا على فلسطينيين جائعين في مواقع توزيع المساعدات داخل غزة، دون أن يشكل هؤلاء أي تهديد.
وأوضح في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن من بين الحوادث قيام حارس بإطلاق النار من برج مراقبة على مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن لأنهم كانوا يتحركون ببطء.
الموظف، الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته، وصف مشهدًا صادمًا أُطلق خلاله 15 إلى 20 طلقة تجاه حشد من المدنيين، وأردف أن أحد زملائه قال ساخرًا: “يبدو أنك أصبت أحدهم”، قبل أن ينفجروا ضاحكين.
وأكد أن إدارة المؤسسة تجاهلت بلاغه، واعتبرت أن الرجل الفلسطيني الذي سقط أرضًا ربما “تعثر أو أغمي عليه من الإرهاق”.
وفي المقابل، نفت المؤسسة بشكل قاطع صحة هذه المزاعم، ووصفت الموظف السابق بأنه “ساخط وتم فصله لسوء السلوك”، وهو ما أنكره بدوره، مؤكدًا أنه استمر في تلقي الأجر لمدة أسبوعين بعد تركه للعمل.
ثقافة “انعدام القواعد” في مواقع المساعدات
قال الموظف إن العاملين في المواقع الأربعة التابعة للمؤسسة لم يتلقوا أي تعليمات واضحة أو بروتوكولات للانخراط، بل سُمح لهم باستخدام القوة المميتة دون مبرر. وأضاف أن أحد قادة الفرق أخبرهم بشكل مباشر: “إذا شعرت بالخطر، أطلق النار لتقتل، ثم اسأل لاحقًا”.
ووصف بيئة العمل بأنها “خالية من القوانين”، مضيفًا: “كان الشعور السائد أننا ذاهبون إلى غزة، لذا افعل ما يحلو لك”.
كما أشار إلى وجود كاميرات مراقبة في كل موقع، ما يتناقض مع نفي المؤسسة تعرض المدنيين للأذى. وأكد أن إطلاق النار الظاهر في المقاطع المصورة التي اطلعت عليها BBC لا يمكن تبريره بادعاء أن مصدره هو الجيش الإسرائيلي فقط.
إصابات أخرى وتهكم على الفلسطينيين
اتهم الموظف السابق زملاءه باستخدام رذاذ الفلفل والغازات والقنابل الصوتية ضد المدنيين، مشيرًا إلى إصابات خطيرة بين المحتشدين، منها امرأة أصيبت في رأسها بمقذوف معدني من قنبلة صوتية، ورجل رُش مباشرة برذاذ الفلفل. وأوضح أن حواجز الأسلاك الشائكة تسببت كذلك في إصابات بسبب التدافع الكبير.
وأشار أيضًا إلى استخدام تعبيرات مهينة مثل “جحافل الزومبي” لوصف المدنيين الفلسطينيين، في ما اعتبره دليلاً على “الاستهانة التامة بحياة الناس”.
انتقادات أممية ودعوات لإغلاق GHF
وتواجه مؤسسة GHF، التي بدأت عملها نهاية مايو الماضي بعد حصار إسرائيلي كامل دام 11 أسبوعًا، انتقادات حادة من منظمات دولية. وأكدت الأمم المتحدة وأطباء محليون أن أكثر من 400 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع المؤسسة، حيث يُجبر الناس على عبور مناطق قتال فعلي.
وقد طالبت أكثر من 170 منظمة، من بينها “أوكسفام” و”أنقذوا الأطفال”، بإغلاق هذه المواقع، مشيرين إلى إطلاق نار متكرر على المدنيين من قبل قوات إسرائيلية وجماعات مسلحة. إسرائيل تنفي استهداف المدنيين عمدًا، وتقول إن النظام الحالي يمنع وصول المساعدات إلى “حماس”.
في المقابل، تقول المؤسسة إنها قدمت أكثر من 52 مليون وجبة خلال 5 أسابيع، وتتهم منظمات أخرى بالفشل في إيصال المساعدات ومنع نهبها.
سياق أوسع
جاء إطلاق حملة GHF في أعقاب المجاعة التي عمد الاحتلال إلى تنفيذها في قطاع غزة. وبدعم أمريكي تنفذ إسرائيل عمليات إبادة جماعية منظمة بحق الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد ما تجاوز 57,130 شخصًا، أغلبهم من الأطفال والنساء.