وأضاف أبوزيد لـ”الوكيل الإخباري” أن التراجع الواضح في هيكلية شبكات التهريب يعود إلى سقوط النظام السوري السابق وضعف نفوذ الدوائر المرتبطة به، موضحًا أن الجهات التي كانت تدير عمليات التهريب، خاصة تلك المرتبطة بشكل مباشر بماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع، كانت تملك هياكل قوية ومنظمة. أما الآن، وبعد انهيار تلك البنى، فإن ما تبقى على الأرض هي مجموعات محدودة تنفذ عمليات تهريب فردية وغير منسقة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن المنطقة الجغرافية التي كانت تمثل بؤرة لنشاط المهربين تمتد من الزاوية الحدودية الأردنية السورية العراقية وحتى قرية صلخد السورية على طول 250 كيلومترًا، لكنها لم تعد كما كانت في السابق. وأضاف: “بعد سقوط النظام السابق، حدثت إزاحة جغرافية ملحوظة نحو الشرق، وتحديدًا بالقرب من الزاوية الحدودية الأردنية السورية العراقية.”
وبحسب أبوزيد، هناك سيناريوهان مرجّحان يفسّران هذا التحول:
أن تكون فلول تنظيم داعش المنتشرة في البادية السورية، وخصوصًا في مناطق الثريا والسخنة وشرق تدمر، هي من يدير هذه العمليات بهدف التمويل الذاتي وإعادة بناء قدراتها.
أو أن تكون الميليشيات الشيعية التي كانت ترتبط بقيادة الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، والتي لجأت إلى الداخل العراقي وانتشرت بين مناطق العكاشات والرطبة، قد عادت لممارسة أنشطة التهريب باستخدام طرق جديدة، تتضمن الدخول مجددًا إلى الأراضي السورية ثم الالتفاف باتجاه الحدود الأردنية.
وأوضح أبوزيد أن هذه الميليشيات لا تستخدم الحدود الأردنيةالعراقية مباشرةً نظرًا لصعوبتها وانكشافها وبعدها عن التجمعات السكنية، على عكس الحدود الشمالية الشرقية بين الأردن وسوريا، التي توفر بيئة أفضل للتمويه والاختباء، مما يجعل السيناريو الثاني المتعلق بالميليشيات أكثر ترجيحًا.
ورغم استمرار الإعلان عن ضبط محاولات تهريب، إلا أن أبوزيد لفت إلى أن البيانات الرسمية تشير إلى انخفاض كبير في عدد العمليات، وتحوّلها إلى نمط عشوائي بعيد عن المستوى الاحترافي الذي كان عليه في السابق. وأضاف أن تطوير قواعد الاشتباك من قبل قوات حرس الحدود الأردنية ساهم في إنهاك المهربين إلى درجة أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في الجنوب السوري بدأت تحذّر من خطورة محاولة اجتياز الحدود الأردنية بطريقة غير مشروعة.
وختم أبوزيد تصريحه بالتأكيد على أن مستوى التهديد من شبكات تهريب المخدرات قد انخفض بشكل ملحوظ، ولكن لا يزال يتطلب الاستمرار في اليقظة وتطوير التكتيكات الأمنية والعسكرية لمواجهة أي تحركات جديدة على الحدود.